مكالمة تليفونية من 2008 يشير لمسؤولية “حماس” عن قتل الفلسطينيين

كشفت مكالمة هاتفية مسربة بين رئيس اليمن السابق علي عبدالله صالح والقيادي في “حماس” خالد مشعل، عن موقف عربي ناقد للاستراتيجية العسكرية لـ”حماس” التي تتعلق بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.

ويظهر التسجيل الصوتي الذي تداولته وسائل إعلام عربية، ويبدو أنه لمكالمة أجريت خلال عملية “الرصاص المصبوب” على قطاع غزة بين ديسمبر (كانون الأول) 2008 ويناير (كانون الثاني) 2009، نقاشاً حاداً بين صالح ومشعل، وقال الرئيس اليمني لرئيس حركة “حماس” بالخارج: “أوقفوا الصواريخ… أنتم تعطون إسرائيل المبرر لقتل الشعب الفلسطيني… جنبوا الفلسطينيين المجازر… أنتم تعرفون الأهداف التي رصدتها إسرائيل لماذا لم ترشدوا الناس لتجنب المناطق المستهدفة؟”. ما يثير التساؤلات بشأن مسؤولية قيادات “حماس” عن حماية المدنيين الفلسطينيين.

وكانت منظمة العفو الدولية أصدرت تقريراً في يوليو (تموز) 2009، بعد ستة أشهر من الحرب، اتهمت فيه حركة “حماس” والجماعات المسلحة الأخرى بتعريض حياة المدنيين الفلسطينيين للخطر بعد أن أطلقت صواريخ من أحياء سكنية إضافة إلى تخزين الأسلحة والمتفجرات والذخائر في هذه المناطق، وقالت إن إسرائيل دمرت غزة خلال العملية عن قصد.

وفي المكالمة تصاعدت نبرة النقاش عندما حاول مشعل إلقاء اللوم على القاهرة بعد أن قال صالح إن “الرئيس مبارك ووزير خارجيته يحملكم مسؤولية… أنتم من أنهيتوا التهدئة”، ليدافع قيادي “حماس” محاولاً إلقاء اللوم على غلق معبر رفح، وبدا الرئيس اليمني غاضباً من رد مشعل ورد بالقول: “الجيش الإسرائيلي قال إن هذه هي الساعات الأخيرة من الإنذار… انتوا ما بتفهموا رسائل؟!.. هل الصواريخ حلت مشكلة؟.. بالعكس جابت النار علينا وجابت الويل فوقنا”.

وفيما أشار الرئيس اليمني السابق إلى حديث جرى بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، آنذاك، قاطعه مشعل بالقول “سمعته سمعته والله العظيم يا فخامة الرئيس أن هذا مجافٍ للحقيقة”.

وكانت القاهرة حملت حركة “حماس” المسؤولية عن الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن قتل نحو 300 شخص في قطاع غزة. غير أن التوتر تصاعد بشدة بين الطرفين في ذلك الوقت، بعد أن قتلت قوات الأمن التابعة لحركة “حماس” بالرصاص أحد ضباط حرس الحدود المصريين وأصابت اثنين آخرين يوم 29 ديسمبر 2008.

وفي الاتصال طلب مشعل من الرئيس اليمني السابق أن تكون الأولوية في أي قمة عربية أو اتصالات دولية وإقليمية، تحقيق مطلبين وهما وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وفي بداية المكالمة بدا صالح يعاتب مشعل بهدوء قائلاً إن “هذه الصواريخ مضرة بالشعب الفلسطيني لن تحقق أهدافاً ولن تعمل بالإسرائيليين شيئاً ولا فزعت حتى امرأة. أنتم تطلقون الصواريخ من أجل أن تجد إسرائيل مسببات لضرب الشعب الفلسطيني كلمتك كأخ وتكلمت مع زملائك أوقفوا ضرب الصواريخ، هذه الصواريخ لن تحقق شيئاً وأخبرني كم قتلت. من يوم العمليات إلى اليوم 5 أشخاص… نحن اليوم لدينا 285 شهيداً في غارتين من أمس إلى اليوم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *