لماذا لايتم محاسبة المتحرش جنسياً في الكنيسة الارثوذكسية المصرية

كتب: وجيه فلبرماير

المجتمع الكنسي بكل انواعه مثل اي مجتمع آخر فيه الطيب والشرير وكذلك طائفة الرهبان والاكليروس نفس الشئ ، المشكلة الكبرى هي ان قوانين الكنيسة المصرية الارثوذكسية ليس فيها قواعد او قوانين واضحة لمعاقبة المتحرش ولا حتى المغتصب. والمشكلة الأكبر هي ان الشعب الارثوذكسي في أغلبه لايعتقد ان هناك راهب أو قس أو اسقف متحرش أو مغتصب.

سفالة المجتمع الاسلامي في مصر ومعايرتهم للاقباط

اما المشكلة الأعظم هي سفالة المجتمع الاسلامي ضد الاقباط اذا تم عزل كاهن أو راهب بسبب التحرش الجنسي، فهم يستغلون الموقف كمن يصطاد في الماء العكر، يستخدمون الحدث في إذلال الكنيسة والشعب القبطي ويقولوا “بصوا القسس بيعملوا ايه” او “بصوا كنايس النصاري بيحصل فيها ايه” وهذه هي أخلاقهم، وهنا يشعر قادة الكنيسة بل ومعظم الاقباط بان محاسبة الكاهن المتحرش هي وصمة عار للكنيسة نفسها فيفضلون التكتم على الأمر وتجاهل الضحايا عن الفضيحة أو نشر القضية في وسائل الإعلام.

وهذا فعلا مايفعله المسلمون مع شيوخهم، يتسترون على فضائح شيوخهم الجنسية من العناتيل ومغتصبي الأطفال، ولايمر اسبوع الا ونسمع عن شيخ بيعلم الاطفال بالمسجد، إذا قام باغتصاب احد اطفاله الذين يتعلمون منه ، او فضيحة لشيخ ازهري او سلفي تم ضبطه في عملية تحرش او اغتصاب او ممارسة الرزيلة على الطريق الزراعي. فيتكتمون على فضائح الشيوخ ولكن يتعاملون مع الاقباط بطريقة الفضح والتشنيع. وقصة الراهب برسوم المحرقي المنحرف جنسياً خير دليل على ذلك حيث اخذتها جريدة النبأ وصنعوا منها موضوع كبير يتصدر الصفحة الاولى وفي داخل الصفحة نشروا صور مزورة لشخص اخر على انها صور هذا الراهب والشئ المذهل في الامر ان المسئول عن النشر صحفي قبطي كان وقتها مدير التحرير اسمه اسحق روحي. وهكذا تم تحويل قصة راهب فاجر الى هجوم غير مبرر على الكنيسة وكل المسيحيين.

في الحقيقة المفروض ان رد الفعل الصحيح عند ضبط رجل دين متحرش سواء مسلم أو مسيحي يجب عزله فوراً من منصبه الدينى وتقديم شكوى ضده لدى الشرطة ، واي حد منهم يتعمل له محضر يتم ايقافه فورا الى ان يقوم القضاء بالبت في قضيته.

فضح حالات التحرش الجنسي في الكنيسة القبطية الارثوذكسية

نشرنا مؤخراً قصة سالي زخاري اللى تحرش بيها القمص رويس عزيز خليل في امريكا وهي طفلة ولم تتحمل الصمت عندما كبرت فخرجت تفضحه وتفضح افعاله القذرة ، ثم نشرنا قصة القمص جرجس عبد الملاك في سوهاج والمكالمات التليفونية الواضحة التى تفضح فجوره ككاهن، ونشرنا قصة ابن عم البابا الذي يمثله في امريكا وهو القمص انطونيوس باقي وان هناك قضية مازالت في المحكمة سيتم الحكم فيها في سبتمبر القادم.

على فكرة انا مش مستغرب قوي من الناس اللى بتطلع تشتمني وتهاجمني وتقولي الكلام ده كذب او ملفق او مفبرك، لاني انا عارف كويس وفاهم ازاي بيتم صناعة عقل “المسيحي المعرض” داخل الكنيسة بحيث انه بدل مايلوم المجرم يلوم الضحية وبدلا من ان يشكرني اني وضحت له الحقيقة يفعل العكس ويسبنى ويعتبرني انا المخطئ والكاهن هو اللى على حق مهما كان فاجراً.

إزاي بيتم صناعة عقل “التعريض” داخل الكنيسة؟

يعتمد الفكر الارثوذكسي في التعريض على آيات ليس في محلها وعلى نصوص تبرئ المذنب بحجة ان الكنيسة المصرية هي كنيسة توبة، اي ان المحرش جنسياً او حتى المغتصب ليس هناك نص واضح داخل قوانين الكنيسة لمحاسبته رغم ان الانجيل به نص واضح وقاطع بخصوص هذا الامر وهو النص التالي:- “أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تضلوا: لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور،” (1 كو 6: 9).

الكلام واضح جدا ان الفاسقون (اكيد المتحرش والمغتصب من الفاسقون) والزناة ليس لهم مكان في ملكوت السموات .. يعنى هايتم طردهم .. يبقى من الاولى هو طرد المتحرشين والمغتصبين من الكهنة او الاكليروس مش عايزة كلام. لكن البابا والاساقفة من وجهة نظرهم ان يتم السماح للراهب او القس او الاسقف بفرصة للتوبة ويتكتمون الكلام عن جرمه باعتبار انها خطية عادية يتوب عنها. وهنا الخطورة الكبرى وهي ان الكاهن او الاكليروس ذو الميول الجنسية المنحرفة قد لايتوب ويؤذي المزيد من العشرات من الضحايا بانحرافه الجنسي طالما الكنيسة سايباه وسط الرعية ، فانت كأنك تترك ذئب وسط الخراف، وقد يكذب هذا الكاهن ويخدع اسقفه بانه سوف يتوب.

المشكلة ان الكنيسة هنا لاتفرق بين “الجريمة” و “الخطيئة العادية” التحرش الجنسي جريمة تسبب صدمات نفسية صعبة منها القلق والاكتئاب وحتى بعض الاعراض الجسدية وقد يصل الأمر الى الانتحار، التحرش ليس مجرد خطأ يتم التوبة عنه لكن جريمة يجب ان يحاسب صاحبها قانونياً عليها بل والكاهن المتحرش يجب ايقافه فوراً لحماية الكنيسة من انحرافه وليس فقط للعقاب ، لانه يستغل سلطته الدينية وملابسه وصليبه وسر الاعتراف في الايقاع بضحاياه.

هل انحراف الكاهن يؤكد انحراف الكنيسة؟

قد تتعجب ان البعض يقول لك: هو علشان فيه قس منحرف يبقى كل الكنيسة منحرفة؟

نعم السكوت والصمت على الاكليروس المنحرف اخلاقيا جريمة كبري تنسب للكنيسة وليس للشخص، لان الكنيسة لو كانت ماشية صح تعزل المنحرفين اخلاقيا من الكهنوت، الشخص العلماني مصيبته اقل لان الشخص العلماني المنحرف هايؤذي نفسه اما الكاهن المنحرف سوف يؤذى العشرات، هي مسألة بالضبط زي الارهاب الاسلامي، قد يقول البعض ان الارهابيين ليسوا الا 1% من المسلمين .. اللى بيقول الكلام ده مسطول .. انت عارف ان 1% من المسلمين تقريبا يطلعوا كام؟ عشرات الملايين .. واحد ارهابي منهم ممكن يفجر طائرة بركابها بطاقمها في عملية انتحارية.

القانون الكنسي وكيف عالج فجور الكهنة؟

من أين أتت فكرة الطرمخة على تحرش الكهنة بالبنات؟ أنا سأخذك لرحلة سريعة الى قوانين الكنيسة لتفهم من اين اتت مثل هذه الافكار: الكنيسة اساساً لاتتحدث عن شئ اسمه “تحرش جنسي” ولكن عن الزنا والفجور يعنى بصراحة كده التحرش الجنسي مالوش عقوبة في قوانين الكنيسة الارثوذكسية، ولكن القانون يتحدث عن الزنا او الاغتصاب وحدد القانون عقوبات جسدية تصل للقتل بحد السيف او قطع الانف مع حلق الشعر وغيرها من تلك العقوبات الجسدية الغريبة .. هذا مكتوب في المجموع الصفوي.

اما العقاب الروحي للاسقف الزاني فهو يعزل من الاسقفية ولكن يظل في الكنيسة، وتأتي بعدها الاحكام الغريبة جدا بالنسبة للكاهن التى هي تعتبر مصدر عدم محاسبة الكاهن المتحرش او المغتصب جنسياً التى تقول ان الكاهن الفاجر لو سيرته طيبة وعازب يحرم من الخدمة لمدة سنة ويظل في هذه السنة يصوم ويصلي ويتصدق بالمال لكنه يعود مرة اخرى للخدمة، فتعتبر هذه توبة ، ولكن لو عاد مرة اخرى للفجر يتم طرده من الكهنوت.

ولو فجر الكاهن وهو متزوج يكون عقابه ضعف الغير متزوج .. الايقاف عن الخدمة سنتين والصوم والصلاة لمدة سنتين ثم يعود للكهنوت. ونفس الاحكام السابقة تنطبق على الشماس الا ان الشماس المتزوج لابد وان يتوب لمدة ثلاث سنوات وليس سنتين.

اجمالي العقوبات الروحية كما ذكرها قانون الكنيسة نصيا في حالة الزنا والفجور: الاسقف يخرج من اسقفيته والقسيس الأعزب يستتاب والمتزوج لايستتاب والشماس الاعزب يستتاب على دفعتين.

واضح جدا ان كلا العقوبات الجسدية او الروحية غير منطقية بالمرة وليس لها مصدر بالانجيل بل هي مجرد خرافات صاغها رجال الكهنوت وهي كده كده ، لاتطبق ، فهل هناك اليوم زاني يتم قطع مناخيره مثلا او حلق شعره وهل هناك كاهن يظل ساكناً في بيته يصوم ويصلي ويتصدق لمدة عامين او ماشابه؟

الشئ المقزز في هذه القوانين الفاسدة التى لااصل لها في المسيحية انها تتحدث عن الجاني وكي يتم انقاذه ولا تتحدث ابدا عن الضحية وحقوقها ، مثلا ماهي حقوق البنت التى يتم التحرش بها او اغتصابها او مضايقتها جنسياً .. ماحدش بيتكلم عنها.

القوانين المصرية وعقاب المتحرش اكثر نضجاً من قوانين الكنيسة المتهالكة

بالنسبة لقوانين الدولة المصرية في التحرش فهي اكثر تحضراً واكثر عدلا من قوانين الكنيسة الارثوذكسية البالية فالتحرش الجنسي في قوانين مصر هي السجن لمدة لاتقل عن ستة اشهر ولا تزيد عن 4 سنوات وغرامة تتراوح بين 3000 جنيه حتى 100 ألف جنيه.

فكان بالاولى للكنيسة ان تسن قانون داخلي يحكم بان عقاب الكاهن المتحرش جنسيا هو طرده من الكهنوت بلا رجعة وفتح محضر لدى الشرطة حتى ينال هذا الكاهن عقوبة الحبس والغرامة ولو فعلت الكنيسة ذلك لردعت كل من تسول له نفسه ان يتحرش ببنت من الكنيسة. انما قطع المناخير وحلق الشعر والتوبة بالصلاة والصوم دا ممكن في اساطير علي بابا او البساط السحري او السندباد الكنسي.

هناك مشكلة كبرى في عقاب الكاهن او الاسقف المتحرش وهي الضحية نفسها ، ممكن البنت اللى بيتم التحرش بها ماتقولش لامها خوفا من الفضيحة لحسن تقول لابوها وفي اغلب الاحوال ممكن يعمل مشكلة كبيرة ، لكن تصدقوا ان التعريض لدى الشعب القبطي في اغلب الاحوال يعاقبون الضحية حتى والد الضحية نفسها هايضرب بنته ويقولها انتي السبب (خاصة في الصعيد) ، واما الشعب الجاهل هايقولوا “بقى معقول ابونا يعمل كده؟ اكيد البنت هي اللى مشيها شمال وعايزة تتربى”

هو ده واقع المجتمع القبطي الارثوذكسي الرجعي الخانع للاكليروس بشكل جنوني لدرجة انهم لايتصورون ان الكاهن ممكن يسرق ويكذب ويغتصب ويتحرش جنسياً وكأن الكاهن ده اصلا اتولد فوق في السماء وربنا نزله علينا نحن البشر لنعتبره ملاكاً منزهاً.

لحل هذه المشكلة، البنت اللى تشعر ان الكاهن او الاسقف يتحرش بها ترصد الامر وتجمع الدلائل وتروح مباشرة تبلغ عنه في قسم الشرطة وتعمل له محضر تحرش ولما يتجرجر ويتبهدل ويتعاقب هايتوب اكيد ويحرم ، اما الكنيسة فلا أمل فيها فهي لاتعاقب الكاهن المتحرش ولا تعزله ولاتطرده بل تحميه وتحتضنه وتلوم الضحية.

انظروا في الاخبار، مين اللى بيتشهر بيه في الاعلام وبتتنشر صوره ، البنات الضحية اما الكاهن المتحرش لاتنشر صوره وهذا امر ظالم حيث ان كل الناس يعرفون شكل البنت لكن لايعرفون شكل الذئب الذي تحرش بها، لابد ايضا من الحفاظ على خصوصية الضحايا، بعدم نشر الصور ، ولكن انا شخصيا لو لم انشر هابص الاقي الاف الصفحات سارعت بنشر صورة الضحية ومن هنا لابد من التوعية بالقانون ان نشر صورة الضحية يعتبر ايضا جريمة يعاقب عليها القانون ، والاصل في العقاب هو اول من نشر هذه الصورة او خرجت منه هذه الصورة للعلن.

هناك مشكلة اصعب في مسألة الانحراف الجنسي للكهنة وهي “الاعتراف السري” ، فمعظم الانحرافات الجنسية تبدأ من ان فيه بنات وستات يعترفوا بذلاتهم الجنسية للكاهن فيستغلها الاخير لشهواته الجنسية او يستغل الاطفال والمراهقين بسبب جهلهم الجنسي من خلال سر الاعتراف كما حدث مع الشابة سالي زاخر، والغريب ان الوالدين يستأمنون رجل الدين على اطفالهم وهم بسذاجتهم يتصورون ان الكاهن ده تم خصيه وليس لديه ميول جنسية، لابد من حضور الاهالي مع اولادهم القصر في وجود الكاهن. انا شخصيا باعتبر ان الاعتراف السري للكاهن بدعة كاثوليكية اخترقت المجتمع القبطي ويتم استغلالها اسوأ استغلال من الاكليروس ضد الرعية.

الصحافة النزيهة لاتتوقف عند وجهات نظر الشعب الجاهلة أو الرجعية

نيجي للنقطة الاخيرة في الموضوع دورنا نحن الصحفيين والمستنيرين ان نوعي الناس ونفضح المتحرشين حتى ينالوا عقابهم المناسب ونمنع وجودهم داخل الكنيسة وليس فقط المتحرشين بل كل رجال الدين الفاسدين اخلاقيا، بفضح اعمالهم امام الناس وهذه ليست ادانة بل هي تطهير الكنيسة من الفساد، لان تطهير المجتمع الكنسي من رجال الدين الفاسدين هو حماية للرعية وحماية للاطفال والبنات، اما المتنطعين من بتوع “لا تدينوا كي لاتدانوا” “وكل واحد يلم معزته” فوصفهم الحقيقي هم من اهل التعريض من عديمي الكرامة والانسانية لايصلح معهم الحوار ويجب عزلهم عن هذا الحوار لانهم ليسوا فقط جهلة ولكنهم يقومون بدور حماية المجرم ولوم الضحية.

One Comment

  1. اقباط السويد

    سلام ونعمه احنا اقباط السويد عندنا مشكله كبيره والكنيسه لا ترد علينا

    باختصار قام محامي مصري مقيم في السويد بنشر فيديوهات متحدثا عن فساد اسقف الكنيسه القبطيه.فسادا اخلاقيا وماديا واوضح ان هذا حدث من الاسقف في اوائل التسعينات وانزرته لجنه بابويه لكنه استمر ف نفس الفساد الاخلاقي واوضح المخامي انه يملك ادله ملموسه عباره عم فيديوهات الاسقف الفاضحه والي الان لم تضدر الكنيسه اي بيان باباوي لهذا الاسقف
    نحن واثقون اذا حضرتكم تناولتم هذا الموضوع ستتحرك الكنيسه ولن تماطل
    الرب يبارك حياتكم
    اقباط السويد

    للاسف كارثة رويس عزيز خليل تتكرر في السويد والكنيسه تتعمد ان تتستر علي الفاسد المتحرش المعتدي علي البنات والذي يستغل نفوذه الكنسي في اغواء البنات والتكسب المادي والتربح من اقباط السويد وللاسف احد الكهنه لازال في الخدمه رغم الشبهات الكثيره حوله رغم ان اللجنه البابويه ارجعت الاسقف الي مصر لكن لم تصدر بيانا عن الانتهاكات البشعه والمقرفه اخلاقيا وماديا التي ارتكبها هذا الاسقف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *