
امام محكمة ويلز البريطانية يمثل المتهم مايلز كروس، 33 عاما، من ريكسهام بتهمة بيع مادة كيميائية “سامة” لأربعة أشخاص في منتدى تجاري عبر الإنترنت، وبالفعل أقر المتهم اثناء محاكمته بالذنب في بيع مواد كيميائية قاتلة عن علم لأشخاص ضعفاء ومصابين بأمراض عقلية على منتدى للقتل والانتحار عبر الإنترنت، وتسبب الامر في وفاة شخصين وهما الحالتان المعلومتان لدى السلطات الأمنية التي ترجح وقوع المزيد من عمليات القتل وراء تجارة المتهم المشبوهة.
ةحقق مايلز كروس، أرباحا كبيرة وراء عرض مواد قاتلة تساعد على الانتحار مقابل 100 جنيه إسترليني لكل شخص، وأقر بالذنب في أربع جرائم على الاقل تتعلق بتشجيع أو مساعدة اشخاص على الانتحار أو القتل، وأشارت شرطة شمال ويلز أنها تحقق في وفاة شخصين تتصل بأربع طرود تحتوي على مادة تم بيعها عبر الإنترنت.
مايلز كروس واحد من المتهمين بتجارة عقارات الموت عبر الإنترنت وأثبتت الشرطة البريطانية عن وقوفه وراء واقعة انتحار فتاة بريطانية تدعى شوبريت سينج،26 عامًا، من ليدز، حيث تواصل معها وشجعها لقتل نفسها والتخلص من حياتها بشكل هادئ وسريع من خلال توفير وإرسال المادة عبر منتدى على الإنترنت في أغسطس العام الماضي، وفتحت الشرطة تحقيقًا في الحادث ثم تم تأجيله لتكشف في النهاية عن علاقة الضحية بالمتهم مايلز كروس.
لم تُكشف السلطات الامنية أسماء الضحايا الثلاثة الآخرين بناء على أمر قضائي، وتتعلق التهم الأربع التي اعترف بها كروس اليوم ببيع المادة الكيميائية عبر منتدى إلكتروني في أربع مناسبات بين 9 أغسطس و13 سبتمبر من العام الماضي، أسس كروس شركة لبيع المواد الكيميائية عبر منتدى للنقاش على الإنترنت وتفاعل مع العملاء تحت اسم مستعار، ونشر رمز الاستجابة أو الكود وما أن يقوم العملاء بتصويره عبر الموبايل حتى يسمح لهم سريعا بطلب المادة الكيميائية مباشرة منه والدفع عبر حسابه المصرفي، تلقى كروس مبالغ قدرها 100 جنيه إسترليني من كل شخص وأرسل لهم المادة الكيميائية عبر البريد مما أدى ذلك إلى إنهاء شخصين حياتهما.
اكد المحقق المشرف على القضية كريس بيل: أن المتهم كروس استدرج واستغل ضحاياه في أكثر لحظاتهم يأسًا، مستغلا ضعفهم وصحتهم العقلية المضطربة وقتها ومنحت اعترافاته امام المحكمة اهالى الضحايا بعض الراحة، واضاف المحقق كريس قائلا:”لقد كان تحقيقًا معقدًا وحساسًا للغاية على مدى الأشهر العشرة الماضية، لم يكن ليتم بسهولة لولا شجاعة الشهود الذين لعبوا دورًا شديد الاهمية في التحقيق بالرغم من الظروف الصعبة التي مروا بها”.
فتشت شرطة شمال ويلز منزل كروس في يناير الماضي، اكتشف الضباط كميات كبيرة من المادة الكيميائية القاتلة وأدوات قتل أخرى قالت أليسون ستوري، المدعية العامة المتخصصة في قسم الجرائم الخاصة في هيئة الادعاء الملكية: استهدف مايلز كروس أربعة أشخاص في حالة يرثى لها وقدم لهم عن علم مادة تهدف إلى إنهاء حياتهم، كانت أفعاله من أجل تحقيق مكاسب مالية بحتة، وجعل عملية طلب المواد الكيميائية عبر الإنترنت سهلة وفي متناول الجميع، ومن المنتظر أن يتم النطق بالحكم عليه في 7 يناير 2026، واقصى عقوبة للتشجيع على الانتحار تصل إلى 14 عاما.
فتحت قضية مايلز كروس واحدة من اهم قضايا بيع المواد السامة عبر الإنترنت، حين فتحت وكالة الجريمة الوطنية البريطانية العام الماضي تحقيقًا جنائيًا شاملا بعد التأكد من مقتل 88 بريطانيًا بسبب تناول مواد سامة ارسلها لهم شيف كندي شهير يدعى كينيث لو، 57 عاما، روج لبضاعته في مختلف انحاء العالم لمساعدة زبائنه على الانتحار عبر عقاقير ومنتجات مميتة للتخلص سريعا من حياتهم، وتولت الشرطة البريطانية وغيرها في مختلف انحاء العالم مهمة إنقاذ ارواح المزيد من الضحايا عبر زيارة مئات العناوين لتتبع منتجات البائع الشهير في اماكن التوزيع المختلفة.
ألقت الشرطة الكندية القبض على المتهم كينيث لو، لتكشف عن كونه مهندس طيران تحول إلى شيف او طاهى شهير في مدينة تورنتو الكندية، تسبب في وفاة شخصين فى كندا، كما يدير موقعًا إلكترونيًا للتشجيع على الانتحار عبر بيع معدات ومنتجات تساعد الضحايا على الانتحار سريعا في طرود تحتوي على “سم انتحاري” وتعتقد الشرطة الكندية إرسال المتهم 1200 طرد إلى عملائه فى أكثر من 40 دولة.
كشفت الصلة بين المتهم كينيث والضحايا فى بريطانيا عبر تحقيق رسمي سري أدارته وكالة الجريمة البريطانية الوطنية عبر إجراء فحوصات على كل من طلب شراء المادة القاتلة، واشارت إلى وجود 232 شخصًا فى بريطانيا تم تحديدهم كزبائن ومشترين من المتهم على مدار عامين، وكشفت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) تفاصيل الضحايا، ووصفت الصحف البريطانية كينيث لو بالطباخ الكندي الذي يبيع السم لزبائنه حول العالم يسعون إلى الانتحار عبر الإنترنت.
أرسل المتهم طروده القاتلة إلى عدة دول منها الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وإيطاليا واستراليا، وتضم عبوات تحمل تركيبات متنوعة تتحد معا ليتكون السم القاتل النهائي ومنها مادة تُستخدم في حفظ اللحوم لكنها قد تكون قاتلة بجرعة معينة، وتضم قائمة ضحاياه مراهقين وشباب في العشرينات من اعمارهم في مختلف انحاء العالم منهم احد مشاهير تيك توك توم بارفيت، 22 عامًا، وآخر يدعى مايكل دونهام، 38 سنة، والعديد من الطلبة منهم الفتاة نيها راجو، 23 عامًا، واكد المحققون أن هناك الكثير من الوفيات والضحايا على مدار العامين الماضيين كما يتفاخر بعض المشترين بشراء منتجاته التي يحفظونها لديهم لحين اتخاذ قرار الانتحار.
اخبار الحوادث
