الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بتذكار رحيل الأنبا ميخائيل مطران أسيوط السابق

تذكار رحيل الأنبا ميخائيل مطران أسيوط.. في مثل هذا اليوم، الموافق 23 نوفمبر، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتذكار رحيل الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط، الذي ودّع الحياة عصر الأحد 23 نوفمبر 2014. ترك الأنبا ميخائيل إرثًا زاخرًا من الخدمة والرعاية التي امتدت لعقود طويلة، وساهم خلال رحلته بترك بصمات واضحة في العديد من الأديرة والكنائس التابعة للكرازة المرقسية.

يُعد الأنبا ميخائيل واحدًا من أقدم المطارنة في تاريخ الكنيسة القبطية الحديث. تولى رعاية إيبارشية أسيوط بحكمة وهدوء، وبرز بروحه الطيبة وأبوته الحانية لشعبه. كان له دور مميز في نهضة دير السيدة العذراء بجبل درنكة، إذ شهد الدير خلال قيادته تطورًا عمرانيًا وروحيًا كبيرًا، جعله قبلة للزائرين على مدار العام.

لم تنحصر خدمة الأنبا ميخائيل في إيبارشيته فقط، بل شملت أيضًا إسهاماته في رئاسة مجمع رهبان دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت. عمل على تحقيق استقرار الحياة الرهبانية والدفع بالمشاريع العمرانية والخدمة الروحية داخل الدير، مما جعل تأثيره ملموسًا في وادي النطرون حتى يومنا هذا.

وُلد الأنبا ميخائيل في قرية الرحمانية، نجع حمادي بمحافظة قنا. انضم إلى دير القديس أنبا مقار في 19 فبراير 1939 تحت اسم متياس المقاري.ترهبن وهو شاب لم يتجاوز 20 عامًا . وفي 25 أغسطس 1946، وهو بعمر الخامسة والعشرين، رُسم مطرانًا لإيبارشية أسيوط على يد البابا يوساب الثاني.

كان الأنبا ميخائيل حاضرًا في أحداث بارزة بتاريخ الكنيسة القبطية، منها مشاركته في إحضار رفات القديس مار مرقس الإنجيلي من روما عام 1968، ومساهمته في تجليس البابا شنودة الثالث عام 1971.

في مارس 2009، أعلن الأنبا ميخائيل استقالته من رئاسة دير القديس أنبا مقار، في قرار مفاجئ أثار العديد من التكهنات. ورغم عدم إفصاحه عن أسباب قراره، يُعتقد أن تقدمه في السن وصعوبة السفر والاعتناء بشؤون الدير كانا السبب الأساسي. آنذاك، حاول البابا شنودة الثالث إثناءه عن الاستقالة لكنه أصر على موقفه. يُذكر أن الأنبا ميخائيل تولى رئاسة الدير عقب وفاة الأب متى المسكين.

في مارس 2014، أقيمت صلاة جنازته بقيادة البابا تواضروس الثاني بأسيوط، بمشاركة عدد كبير من أساقفة ومطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وقد دُفن جثمانه بدير السيدة العذراء بجبل درنكة ليظل ذكرى خالدة لرجل قاد بخدمة أظهرت إخلاصه ومحبة لا حدود لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *