أعلنت الحكومة البريطانية تعليمات جديدة تشترط على المهاجرين دفع الضرائب مدة 10 أعوام قبل التأهل إلى الإقامة الدائمة. ثمة فئات من الوافدين تحتاج مدة أقل وأخرى يمكن أن تنتظر لـ 20 أو 30 عاماً، فما هي المعايير ومن المستفيد منها؟
لم تمض أيام قليلة على إطلاق الحكومة البريطانية نظام اللجوء الجديد حتى خرجت وزارة الداخلية بتعليمات تخص المهاجرين الذين جاؤوا بغرض العمل بعد عام 2021، خلال ما يعرف بـ “موجة بوريس”، نسبة إلى رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون الذي فتح الأبواب أمام الأجانب من أجل تلبية حاجة السوق المحلية من العمالة، وذلك بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ومغادرة مواطني القارة العجوز.
الشرط الأساس وفق إعلان “الداخلية” اليوم الخميس هو العيش في المملكة المتحدة مدة 10 أعوام بدلاً من خمسة قبل الحصول على الإقامة الدائمة، لكن عدد الأعوام وحده لا يكفي إن كان المهاجر لا يمتلك معاشاً كبيراً أو لم يدخل تماماً في المجتمع، فغياب الدخل أو ضعف الاندماج قد يجعلان الوافد ينتظر 20 أو 30 عاماً حتى قبل أن يستقر تماماً في البلاد، وتتحول المملكة المتحدة إلى وطن دائم له بدلاً من مقر موقت وقابل للزوال.
سيبقى مسار الإقامة الدائمة الممتد لخمسة أعوام متاحاً للأطباء والممرضين بسبب الحاجة الملحة إلى استقرار القطاع الصحي، والأمر ذاته ينطبق على موظفي الخطوط الأمامية في الخدمة العامة، وهناك أيضاً فرصة لأصحاب الدخل المرتفع ورواد الأعمال والمواهب المميزة في بعض المجالات، للحصول على إقامة دائمة ضمن المسار ذاته أو حتى خلال ثلاثة أعوام، أي أن هؤلاء يمكن أن يقلصوا رحلة الاستقرار في بريطانيا إلى سبعة أعوام.
ثمة استثناءات أيضاً للمقيمين في البلاد كأزواج أو أفراد عائلة لحملة الجنسية البريطانية، كما يمنح القادمون من هونغ كونغ إعفاء من شرط المدة، أما القاعدة الأكبر من المهاجرين ويقدر تعداد أفرادها بنحو 1.4 مليون شخص، فسينتظرون 10 أعوام يمكن تقليصها لمدة لم تحددها التعليمات الجديدة بوضوح من خلال أمرين، الاندماج في المجتمع ويتضمن إتقان اللغة الإنجليزية إلى حد متقدم، والانخراط في الأعمال التطوعية.
وفق اللوائح الجديدة يجب على المهاجرين الذين يسهمون في التأمين الوطني الانتظار 10 أعوام قبل التقدم للإقامة الدائمة، لكن الدولة ستأخذ في عين الاعتبار أولئك الذين يرفدون الخزينة بمساهمات ضريبية أكبر، فتقلص لهم المدة بقدر لم تأت التعليمات على ذكره صراحة، وكذلك شرط خلو سجل المهاجر من الأعمال الإجرامية والمخالفات القانونية.
بحسب الأرقام الرسمية فستشمل التغييرات الجديدة نحو مليوني مهاجر دخلوا المملكة المتحدة بعد عام 2021، ولن تكون بأثر رجعي بالنسبة إلى الذين تقدموا أصلا للإقامة الدائمة قبل صدورها، أي أنهم استوفوا شرط الأعوام الخمسة وفق القوانين السابقة، وستراعي وزارة الداخلية الحالات التي دنت من التأهل للإقامة الدائمة وفقاً للتشريعات المعمول بها، وهذا أيضاً جانب ينتظر من الحكومة توضيحه من ناحية الآلية والمعايير المتبعة.
ثمة فئة من المهاجرين يبلغ تعداد أفرادها نحو 616 ألف شخص دخلت بين عامي 2022 و2024 كموظفين في الرعاية الصحية والاجتماعية، وهؤلاء الأفراد سيكونون عرضة للانتظار 15عاماً لأنهم يتقاضون رواتب ضعيفة بعدما جاؤوا إلى بريطانيا ضمن برامج استثنتهم من شرط الحد الأدنى لأجور العمالة الأجنبية بسبب حاجة السوق إليهم، والحجة وفقاً لتقارير إعلامية هي أن الإقامة الدائمة ستجعل هؤلاء مؤهلين للحصول على المساعدات والدعم في وقت تمر المملكة المتحدة بوضع اقتصادي مضطرب وموازنة مثقلة بالديون والعجز.
من يحصل على المساعدات من بين المهاجرين فسينتظر 20 عاماً للتأهل إلى الإقامة الدائمة، أي أربعة أضعاف الزمن المطلوب اليوم، وهي أطول مدة ينتظرها الأجانب لهذا الغرض في أوروبا، ولكن في المملكة المتحدة سيكون هناك من ينتظر 30 عاماً إن دخل البلاد بطرق غير قانونية، فمن وجهة نظر وزيرة الداخلية شبانة محمود “ستبقى بريطانيا مفتوحة أمام الهجرة، لكن الإقامة الدائمة والاستقرار داخل البلاد امتياز لا حق للمهاجرين”.
وكان الشهود قد سجلوا لوحة ترخيص لسيارة يُشتبه في تورطها في الحادث. وبفضل ذلك، أمكن إيقاف