
فجّر الاتحاد الإيراني لكرة القدم مفاجأة مدوية في الأوساط الرياضية العالمية بإعلانه الرسمي اليوم الجمعة عن مقاطعة مراسم قرعة كأس العالم2026 والمقرر إقامتها في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الخامس من شهر ديسمبر المقبل وذلك على خلفية أزمة دبلوماسية إدارية تمثلت في رفض السلطات الأمريكية منح تأشيرات دخول لعدد من أعضاء الوفد الإيراني الرسمي المكلف بحضور الفعاليات وهو ما اعتبرته طهران إقحاماً للأمور السياسية في الشأن الرياضي ومخالفة صريحة للأعراف الأولمبية والدولية التي تفرض على الدول المستضيفة تسهيل دخول كافة الوفود المشاركة دون تمييز.
أوضح المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الإيراني في تصريحات للتلفزيون الحكومي أن بلاده اتخذت موقفاً حازماً بعدم المشاركة في الحفل احتجاجاً على الإجراءات الأمريكية التعسفية مشيراً إلى أن الاتحاد قام بإبلاغ الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” رسمياً بهذا القرار مبرراً ذلك. بأن العقبات التي وضعتها واشنطن لا تمت للرياضة بصلة وتعكس نهجاً سياسياً يستهدف البعثة الإيرانية وأكد المسؤولون الإيرانيون أنهم لن يقبلوا بحضور منقوص لوفدهم أو الخضوع لشروط انتقائية تفرضها الدولة المستضيفة مما يضع الفيفا في موقف حرج قبل أيام قليلة من انطلاق الحدث الكبير.
يأتي هذا التوتر في الوقت الذي ضمن فيه المنتخب الإيراني تواجده في العرس الكروي العالمي بعد أن حسم بطاقة التأهل مبكراً منذ شهر مارس الماضي مقدماً أداءً قوياً في التصفيات الآسيوية وبناءً على لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم تم وضع.
المنتخب الإيراني ضمن المستوى الثاني في القرعة المرتقبة وهو ما يجعله رقماً صعباً في حسابات المجموعات إلا أن غياب ممثليه عن قاعة القرعة قد يلقي بظلاله على الأجواء العامة للحدث الذي ينتظره عشاق الساحرة المستديرة حول العالم لمعرفة مصير منتخباتهم.
تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لاستضافة النسخة الأكبر في تاريخ كأس العالم بالتعاون مع جارتيها كندا والمكسيك حيث ستقام معظم المباريات الهامة بما فيها المباراة النهائية على الأراضي الأمريكية وهو ما يثير التساؤلات حول كيفية تعامل واشنطن.
مع الوفود الرياضية للدول التي توجد بينها وبين الولايات المتحدة خلافات سياسية عميقة وكيف سيتمكن الفيفا من ضمان حيادية التنظيم وفصل النزاعات السياسية عن المنافسات الرياضية لضمان سير البطولة بسلاسة بعيداً عن أروقة السياسة ودهاليز الدبلوماسية المعقدة.
