تنظيم القاعدة: المرتزقة الروس عاجزين عن انقاذ دولة مالي

بعد أكثر من عقد على اجتياح المسلح مختار بلمختار، الملقّب بـ”الأعور”، لمدينة تمبكتو التاريخية وفرضه الشريعة ومنع الغناء والرقص، تعيش مالي اليوم فصلًا جديدًا من الانهيار، فبينما قُتل بلمختار ورُحّل الفرنسيون، حلّت محلهم قوات مرتزقة روس، وأُطيح بالحكومة الديمقراطية لصالح مجلس عسكري يقوده العقيد عاصمي غويتا، وفق ما نشرت “فاينانشال تايمز” البريطانية، السبت 1 نوفمبر 2025.

لكن ما بقي ثابتًا هو الحضور المسلح الذي تمدّد حتى أحكم قبضته على معظم البلاد، فارضًا حصارًا خانقًا على العاصمة باماكو، حيث يعيش 4 ملايين شخص وسط نقص حاد في الوقود والغذاء، وتقارير ميدانية تؤكد أن جماعات تابعة لتنظيم القاعدة، مثل نصرة الإسلام والمسلمين وجبهة تحرير ماسينا، فجّرت قوافل شاحنات وقود وخطفت السائقين، ما أدى إلى شلل شبه كامل في العاصمة.

المحلل الأمني هيني نسيبيا قال إن سقوط النظام  مسألة وقت فقط، مشيرًا إلى أن الجماعات المسلحة باتت تحاصر باماكو كما فعلت في مدن بوركينا فاسو المجاورة. في المقابل، تبدو القوات الروسية المنتشرة في البلاد عاجزة عن صدّ التمدد المسلح، رغم وعود موسكو بدعم النظام بعد انسحاب القوات الفرنسية والأممية.

ويحذر مراقبون من أن سقوط باماكو قد يحوّل مالي إلى “خلافة جهادية” على أعتاب أوروبا، في ضربة كبرى لكلٍّ من روسيا والغرب الذين فشلوا في احتواء الموجة المتصاعدة من التطرف في منطقة الساحل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *