إصابة 18 شرطيا سويسريا في اشتباكات مع متظاهرين فلسطينيين

أعلنت الشرطة السويسرية يوم الأحد عن إصابة 18 شرطيا وأشخاص عدة بعد أن خرج آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إلى شوارع العاصمة أمس السبت، مضيفة أنها لم تصدر تصريحا بتنظيم الاحتجاج. وذكرت الشرطة اليوم الأحد في مؤتمر صحفي أن الاحتجاج على حرب إسرائيل في قطاع غزة تحول إلى أعمال عنف عندما حاولت الشرطة تقييد حركة المتظاهرين الذين رشقوا أفرادها بمقذوفات وحجارة.

وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية بأن الشرطة ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه. وأضافت الهيئة أن ما يصل إلى خمسة آلاف شخص شاركوا في المسيرة. وقال مايكل بيتشن نائب قائد شرطة كانتون بيرن اليوم “هذا السلوك… أجبر الشرطة على استخدام إجراءات قسرية”. وألقت الشرطة القبض على شخص واحد.

ومثل هذه المواجهات نادرة في سويسرا على الرغم من أن احتجاجا مؤيدا لغزة في الثاني من أكتوبر تشرين الأول في جنيف شهد أيضا اشتباكات بين الشرطة والمحتجين. وقالت الشرطة إن أكثر من 50 عقارا في بيرن تعرضت لتحطيم نوافذ وكتابة عبارات على المباني. وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون أن من المرجح بلوغ قيمة الأضرار ملايين الفرنكات السويسرية، مضيفة أن الاحتجاج نظمته جماعات مؤيدة للفلسطينيين من أنحاء البلاد.

وقالت الشرطة في بيان على منصة إكس خلال الاحتجاج أمس إن المزاج العام “محتدم” وإن بعض الأشخاص كانوا يضعون أقنعة ويرددون شعارات. وصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي اليوم قبل الإفراج المتوقع عن الرهائن الإسرائيليين وسجناء فلسطينيين وخطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمام الكنيست الإسرائيلي.

وعرقل متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في أوروبا يوم الخميس الماضي حركة المرور وخربوا متاجر ومطاعم بعد أن اعترضت القوات الإسرائيلية أسطول مساعدات إنسانية كان متجها إلى غزة.وواجهت إسرائيل استنكارا دوليا بعد أن صعد جنود إسرائيليون مسلحون على متن نحو 40 قاربا كانوا يحاولون كسر الحصار لإيصال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني، واعتقلوا أكثر من 400 ناشط أجنبي من بينهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبري.

وفي برشلونة، حطم المتظاهرون واجهات متاجر ومطاعم أو كتبوا عليها بالطلاء شعارات معادية لإسرائيل، ومنها ستاربكس ومطاعم برغر كينج ومتاجر كارفور، متهمين إياها بالتواطؤ في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت إكرام أزاهوماراس، التي كانت من بين المشاركين في المظاهرات «هذه الاحتجاجات هي الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به»، لكنها قالت إن تخريب المتاجر يؤدي إلى نتائج عكسية. وأضافت «لكن القيام بذلك على هذا النحو، لا أعتقد أنه أمر صائب… نحن بحاجة إلى القيام بذلك سلميا، بكلماتنا وليس بالأفعال».

وفي إيطاليا، أظهرت لقطات مصورة سيطرة طلاب على جامعات، منها ستاتالي في ميلانو ولا سابينزا في روما، ومنعهم الوصول إلى جامعة بولونيا باستخدام إطارات السيارات. وأفادت تقارير لوكالات أنباء بأن المئات أوقفوا حركة المرور على الطريق الدائري في مدينة تورينو.

وقال منظمون إن من المقرر أن يشارك أطباء وممرضون وصيادلة وغيرهم في مظاهرة بروما تضاء فيها المصابيح اليدوية والهواتف المحمولة وتقرأ فيها أسماء 1677 من العاملين في مجال الصحة الذين قتلوا في غزة. ودعت نقابات في إيطاليا إلى إضراب عام دعما لأسطول المساعدات إلى غزة، ومن المتوقع أن تنظم أكثر من 100 مسيرة أو تجمع في أنحاء البلاد.

وانتقد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو الاضطرابات التي أحدثها بعض المتظاهرين. وكتب على منصة إكس “هل يعتقد أحدهم حقا أن إغلاق محطة أو مطار أو طريق رئيسي أو تدمير متجر في إيطاليا سيجلب الإغاثة للشعب الفلسطيني؟”.

وقال شهود لرويترز إن الشرطة السويسرية استخدمت الغاز المسيل للدموع ضد متظاهرين في جنيف نظموا مسيرة دعما لأسطول الصمود العالمي يوم الخميس، وهو ما أكدته الشرطة. وقال شاهد لرويترز «كنا نتراجع وفجأة تعرضنا لغازات كثيفة»، ووصف إحساسا بحرقة في أعينهم وصعوبة في التنفس.

وأثار اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود احتجاجات في جنيف وبيرن وإيطاليا وكولومبيا يوم الخميس. واعترضت القوات الإسرائيلية نحو 40 قاربا من أسطول الصمود العالمي الذي حمل مساعدات لغزة واعتقلت أكثر من 400 ناشط أجنبي، منهم سويسريون والناشطة السويدية جريتا تونبري. وأظهرت صورة شاركها شاهد في جنيف مع رويترز عمودا كبيرا من الدخان الأبيض يتصاعد من شارع مليء بالمتظاهرين الذين قالوا إنه غاز مسيل للدموع.

وأفاد شاهد آخر لرويترز برؤية سيارة بيضاء كبيرة ترش الماء على الخط الأمامي للمتظاهرين، وهو ما أظهره أيضا مقطع فيديو بثته هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية. وقال ألكسندر براييه المتحدث باسم شرطة جنيف إن نحو ثلاثة آلاف شخص، معظمهم من البالغين والشبان، شاركوا في الاحتجاج.

وأضاف «اضطررنا إلى استخدام تدابير السيطرة بما في ذلك الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه»، مشيرا إلى أن المتظاهرين لم يحملوا أسلحة خطيرة لكنهم كانوا «يلقون بأشياء»، وألحقوا بعض الأضرار بالممتلكات بكتابة عبارات على الجدران. مثل هذه المواجهات نادرة الحدوث في سويسرا، إلا أن الاحتجاجات الداعمة لغزة اكتسبت زخما في الأسابيع الماضية. وقال براييه «الاحتجاجات الحاشدة في المدن الكبرى متوقعة لكن ليس كل يوم نضطر إلى اللجوء إلى إجراءات السيطرة تلك».

وعلى مستوى أوروبا، خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في دبلن وباريس وبرلين  للتنديد باعتراض إسرائيل أسطول الصمود. وخرجت كذلك مسيرات في بوينس آيرس ومكسيكو سيتي وكراتشي. وفي إسطنبول، تجمع حشد من الناس أمام السفارة الإسرائيلية رافعين لافتات كتب عليها شعارات مثل “إسرائيل تذبح الإنسانية وليس غزة/ لا تصمتوا، لا تجلسوا، انهضوا”. وتقول سلطات الصحة في غزة إن الحرب على القطاع أدت إلى استشهاد أكثر من 66 ألف شخص.

المصدر: رويترز

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *