
تبنى الحوثيون في اليمن، اليوم الأربعاء، هجوماً استهدف، الإثنين، سفينة شحن وتسبب بغرقها قبالة السواحل اليمنية، علماً أنه الثاني في أقل من 24 ساعة في البحر الأحمر. وقال المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع “استهدفت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية، سفينة ETERNITY C”، مؤكداً أن ذلك جاء تضامناً مع الفلسطينيين في غزة ولافتاً الى أن السفينة كانت متجهة الى إيلات في إسرائيل. وأضاف سريع أنه تم “إنقاذ عدد من طاقم السفينة، وتقديم الرعاية الطبية لهم، ونقلهم إلى مكان آمن”.
وأعلن الحوثيون، أيضاً، مسؤوليتهم عن هجوم الأحد على سفينة شحن أخرى هي “ماجيك سيز” التي غرقت وتم إنقاذ طاقمها. وحذّر سريع الشركات كافة التي تتعامل مع موانئ إسرائيلية مؤكداً أن “سفنها وطواقمها ستتعرض للاستهداف”.
وقالت المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، اليوم، إنها انتشلت من البحر ستة من أفراد طاقم سفينة الشحن “إترنيتي سي” التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية. وذكر مسؤول مطلع على الأمر أن هجوماً على السفينة بقوارب مُسيرة وزوارق سريعة قبالة سواحل اليمن أسفر عن مقتل أربعة بحارة.
وكانت وكالة “يو كاي أم تي أو” البريطانية للأمن البحري أكدت، اليوم، إنقاذ خمسة من أفراد طاقم سفينة شحن تعرضت لهجوم في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، فيما قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري في ردّ على وكالة الصحافة الفرنسية إن “إترنيتي سي” غرقت.
وقالت الوكالة في تحديث لبيانها حول الهجوم الذي تعرّضت له السفينة الإثنين والثلاثاء “بدأت عمليات البحث والإنقاذ خلال الليل. أنقذ خمسة من أفراد الطاقم، ويستمر البحث عن الباقين”. وقالت السلطات في الفيليبين في وقت سابق إن جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 22 فردا باستثناء واحد فيلبينيون. أفادت أربعة مصادر أمنية بحرية لـ”رويترز” اليوم الأربعاء بأن سفينة الشحن “إترنيتي سي” التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية غرقت إثر هجوم للحوثيين قبالة سواحل اليمن، وأن جهود إنقاذ الطاقم جارية.
وذكر مصدران أنه تم إنقاذ خمسة أشخاص على الأقل حتى الآن. كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تستنكر هجوم الحوثيين على سفينتي الشحن المدنيتين “ماجيك سيز” و”إيترنيتي سي” في البحر الأحمر. وأمس الثلاثاء، قال مسؤول مطلع إن أربعة بحارة على متن سفينة الشحن “إيترنيتي سي” التي ترفع علم ليبيريا ويديرها يونانيون قُتلوا في هجوم بقوارب مسيرة وزوارق سريعة قبالة اليمن، في ثاني هجوم خلال يوم بعد هدوء لشهور، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وهذه أول واقعة منذ يونيو (حزيران) 2024 يُقتل فيها بحارة في هجمات على سفن في البحر الأحمر، ليرتفع إجمالي قتلى هذه الهجمات إلى ثمانية.
ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من شركة “كوزموشيب مانجمنت”، مشغلة السفينة، على ارتفاع عدد القتلى. وقال مصدر مطلع إن أحد أفراد الطاقم المصابين الآخرين توفي على متن السفينة جراء الهجوم. وقال مسؤول في بعثة الاتحاد الأوروبي “أسبيدس” المكلفة حماية الملاحة في البحر الأحمر، إن اثنين على الأقل من أفراد الطاقم أصيبوا. وأبلغ وفد ليبيريا اجتماعاً للمنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق بمقتل اثنين من أفراد الطاقم.
قالت مصادر في قطاع الأمن البحري، إن “إيترنيتي سي” التي تقل طاقماً يضم 22 فرداً، وهم 21 فلبينياً وروسي واحد، تعرضت لهجوم بقوارب مسيرة وقذائف صاروخية أُطلقت من زوارق سريعة مأهولة. وأضافت المصادر أن السفينة تجنح في الوقت الحالي. وتستعد شركتان للأمن البحري، إحداهما “ديابلوس” التي يقع مقرها في اليونان، للقيام بمهمة إنقاذ للطاقم المحاصر على متن “إيترنيتي سي”. وأفادت مصادر بأن اليونان تجري محادثات دبلوماسية مع السعودية بشأن الواقعة.
قبل ساعات من الهجوم، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم على الناقلة “ماجيك سيز” التي ترفع علم ليبيريا أيضاً وتديرها شركة يونانية قبالة جنوب غرب اليمن الأحد، وقالوا إن السفينة غرقت. ونشروا لاحقاً مقطعاً مصوراً لما وصفوه بهجومهم على السفينة “ماجيك سيز”. تضمن المقطع نداء استغاثة وانفجارات متعددة وغرق السفينة في النهاية. ولم يتسن التحقق من صحة المقطع على نحو مستقل.
وقالت الشركة المشغلة للسفينة إنها لم تتحقق من المعلومات التي تفيد بغرقها، لكن المدير الإداري لشركة أمبري للأمن البحري جوشوا هاتشينسون قال إن الشركة أرسلت سفينة إلى المنطقة وأكد غرق “ماجيك سيز”. وقالت السلطات في جيبوتي، إن سفينة تجارية كانت تعبر في المنطقة أنقذت جميع أفراد طاقم “ماجيك سيز” ووصلوا بسلام إلى جيبوتي الإثنين.
وقال مندوب ليبيريا في اجتماع المنظمة البحرية الدولية بلندن، “بينما تعاني ليبيريا صدمة وحزناً جراء الهجوم على ماجيك سيز، تلقينا بلاغاً يفيد بتعرض إيترنيتي سي لهجوم مروع هي الأخرى، مما أدى إلى مقتل اثنين من البحارة”. ناقلة البضائع السائبة التي ترفع العلم الليبيري “ماجيك سيز” في خليج أمبيلاكيا بجزيرة سلاميس باليونان (أ ب)
يعطل الحوثيون منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 حركة التجارة بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ على سفن في البحر الأحمر قائلين إن السفن التي يستهدفونها مرتبطة بإسرائيل. في حين توصل الحوثيون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي، جددوا التأكيد على الاستمرار في مهاجمة السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.
وقال الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية “أرسينيو دومينغيز”، “بعد هدوء على مدى عدة أشهر، يشكل استئناف الهجمات المؤسفة في البحر الأحمر تجدداً لانتهاك القانون الدولي وحرية الملاحة”. وأضاف، “البحارة الأبرياء والسكان المحليون هم الضحايا الرئيسون لهذه الهجمات والتلوث الذي يترتب عليها”. كانت كل من “إيترنيتي سي” و”ماجيك سيز” ضمن أسطولين تجاريين زارت سفن تابعة لهما موانئ إسرائيلية خلال العام الماضي.
وقالت إيلي شفيق رئيسة قسم المعلومات لدى شركة “فانغارد تيك” لإدارة المخاطر البحرية، التي تتخذ من بريطانيا مقراً “توقف نشاط الحوثيين لا يشير بالضرورة إلى تغيير في النوايا. ما دام الصراع في غزة مستمراً، فإن السفن ذات هذا النوع من الارتباط، سواء كان وهمياً أو حقيقياً، ستظل تواجه أخطاراً متزايدة”.
وقالت وزارة العمال المهاجرين الفيليبينية، الثلاثاء، إن البحارة الفيليبينيين، الذين يشكلون أحد أكبر تجمعات البحارة التجاريين في العالم، تلقوا نداءات لممارسة حقهم في رفض الإبحار في المناطق “عالية الخطورة والشبيهة بمناطق الحرب”، بما في ذلك البحر الأحمر، وذلك بعد أحدث الهجمات.
وذكر جاكوب لارسن كبير مسؤولي السلامة والأمن في مجلس بحر البلطيق والملاحة البحرية الدولي “بيمكو”، وهو جمعية لقطاع الشحن، انخفضت حركة الشحن البحري عبر المنطقة بنحو 50 في المئة عن مستوياتها الطبيعية منذ الهجمات الأولى للحوثيين عام 2023.
وقال لارسن “استمر هذا الانخفاض في حركة النقل البحري بسبب استمرار عدم القدرة على التنبؤ بالوضع الأمني. ومن ثمَّ لا تتوقع بيمكو أن تُغير أحدث الهجمات أنماط الشحن الحالية تغييراً كبيراً”.
وأفادت مسؤولة في بعثة الاتحاد الأوروبي “أسبيدس” بأن هجوم الإثنين على السفينة “إيترنيتي سي” كان على بعد 50 ميلاً بحرياً جنوب غربي ميناء الحديدة اليمني، هو الثاني على السفن التجارية في المنطقة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
