
تشكل الألغام في سوريا أحد أكبر التحديات التي تواجه البلاد بعد انهيار نظام الأسد، حيث تعيق الذخائر غير المنفجرة عودة الحياة إلى طبيعتها، ويُقدّر وجود مئات الآلاف من هذه الألغام، خاصة في المناطق المحررة مثل الرقة ودير الزور، ما يجعلها أخطر بيئة ملوّثة بالألغام عالميًا.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الذخائر المنتشرة تعود لتنظيم “داعش” وجماعات أخرى ونظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن هذه المخلفات القاتلة تهدد ملايين العائدين إلى مناطقهم، وتستمر في حصد الأرواح حتى بعد توقف المعارك.
أوضحت “واشنطن بوست” في تقرير نشرته الخميس 12 يونيو 2025، أن المناطق المتضررة، خصوصًا الرقة، تحتوي على حقول ألغام تمتد لأكثر من 6 كيلومترات، وتضم أكثر من 3 ألغام لكل متر مربع، الألغام والعبوات المزروعة بأجهزة بدائية تنتشر في الأنقاض، وعلى الطرق، وبين الأراضي الزراعية.
وصفت منظمة MAG سوريا بأنها “الأكثر تضررًا بالألغام في العالم”، بحسب ما أوردت “واشنطن بوست”، وأكدت أن فرقها كشفت مئات الألغام في سوريا بمناطق مأهولة، شملت ذخائر عنقودية وعبوات ناسفة بدائية زرعها تنظيم داعش، مما يعكس حجم الخطر المحدق بالمدنيين وعودة الحياة الطبيعية.
أفادت “واشنطن بوست” أن أكثر من 900 مدني قُتلوا أو أُصيبوا بسبب الذخائر غير المنفجرة منذ ديسمبر 2024. وتقدّر “هالو ترست” العدد بأكثر من 1000 ضحية، معظمهم من الأطفال، وهو ما أكده أيضًا تقرير صادر عن “أطباء بلا حدود”.
وأشار ويل إدموند من “أطباء بلا حدود” إلى أن ثلثي المصابين الذين وصلوا إلى مستشفى دير الزور يعانون من إصابات تهدد حياتهم، فيما يعاني ربعهم من بتر مؤلم، والمثير للقلق أن 40% من الضحايا هم من الأطفال، وهو ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية.
قالت منظمة MAG إن لديها 240 موظفًا في سوريا، لكن هذه القوة غير كافية، وتوضح الصحيفة الأمريكية أن إزالة الألغام مكلفة ومعقدة، إذ يتطلب نزع لغم واحد موارد كبيرة، بينما زراعتها تكلف القليل ولا تستغرق وقتًا طويلًا.
وأضافت الصحيفة أن غياب مسح شامل لحجم المشكلة يعقد جهود إزالة الألغام، حيث تشير تقديرات مركز كارتر إلى أن عدد الذخائر غير المفجّرة ربما يصل إلى 300 ألف، فقط من غارات نظام الأسد، ناهيك عن آلاف أخرى زرعتها جهات مختلفة.
ذكرت “واشنطن بوست” أن عمليات التطهير تمولها جهات دولية، أبرزها الولايات المتحدة والنرويج، لكن التمويل لا يكفي، وحاليًا تتلقى “MAG” ما يقارب 6 ملايين دولار سنويًا، بينما تحتاج إلى 25 مليونًا لتوسيع عملياتها بفعالية على مستوى سوريا.
وقال جون براون، مدير المشاركة في “MAG”، إن تكلفة إزالة الألغام في سوريا باهظة مقارنةً بسهولة زرعها، محذرًا من استمرار الخطر لعقود إذا لم يتم رفع مستوى التمويل وتوسيع نطاق العمل الفني والتوعوي في المجتمعات المتضررة.
تشدد المنظمات الإنسانية، ومنها “هيومن رايتس ووتش”، على أن نشر التوعية المجتمعية يمثل أحد أهم جوانب الاستجابة لأزمة الألغام في سوريا، فالكثير من السكان، وخاصة الأطفال، يجهلون طبيعة الخطر وكيفية الإبلاغ عن الأجسام المشبوهة. غياب المعلومات والبرامج التثقيفية يفاقم عدد الضحايا ويُبقي المجتمعات عرضة للخطر الدائم.
وأوضحت واشنطن بوست أن المشكلة لا تقتصر على انتشار الذخائر، بل تشمل أيضًا ضعف التنسيق بين الجهات المحلية والدولية. فحتى الآن، لا توجد سلطة وطنية مختصة قادرة على إدارة الملف بشكل متكامل، ويؤدي غياب هذه الهيئة إلى بطء في الاستجابة وفقدان المعلومات وتشتّت الجهود الميدانية في معظم المناطق.
وتقترح منظمات حقوقية ودولية، وفقًا للتقرير، تأسيس “سلطة وطنية لإزالة الألغام” تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف توحيد قواعد البيانات، وتنسيق المسوحات الهندسية، وتأمين فرق التطهير، ووجود هذه الهيئة من شأنه تسريع عملية إزالة الألغام وضمان بيئة أكثر أمانًا للمجتمعات المتضررة في سوريا.
رغم التحديات الهائلة، تؤكد “واشنطن بوست” أن جهود إزالة الألغام تمثل خطوة حاسمة نحو عودة ملايين السوريين إلى منازلهم واستعادة دورة الحياة الاقتصادية والزراعية، فقد تمكنت منظمة “MAG” من تفكيك وتدمير أكثر من 80 ألف قطعة متفجرة حتى الآن، لكن تغطية سائر المناطق تتطلب مضاعفة التمويل والجهود الدولية.
ألغام سوريا تهدد حياة الملايين من المواطنين
تشكل الألغام في سوريا أحد أكبر التحديات التي تواجه البلاد بعد انهيار نظام الأسد، حيث تعيق الذخائر غير المنفجرة عودة الحياة إلى طبيعتها، ويُقدّر وجود مئات الآلاف من هذه الألغام، خاصة في المناطق المحررة مثل الرقة ودير الزور، ما يجعلها أخطر بيئة ملوّثة بالألغام عالميًا.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الذخائر المنتشرة تعود لتنظيم “داعش” وجماعات أخرى ونظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن هذه المخلفات القاتلة تهدد ملايين العائدين إلى مناطقهم، وتستمر في حصد الأرواح حتى بعد توقف المعارك.
أوضحت “واشنطن بوست” في تقرير نشرته الخميس 12 يونيو 2025، أن المناطق المتضررة، خصوصًا الرقة، تحتوي على حقول ألغام تمتد لأكثر من 6 كيلومترات، وتضم أكثر من 3 ألغام لكل متر مربع، الألغام والعبوات المزروعة بأجهزة بدائية تنتشر في الأنقاض، وعلى الطرق، وبين الأراضي الزراعية.
وصفت منظمة MAG سوريا بأنها “الأكثر تضررًا بالألغام في العالم”، بحسب ما أوردت “واشنطن بوست”، وأكدت أن فرقها كشفت مئات الألغام في سوريا بمناطق مأهولة، شملت ذخائر عنقودية وعبوات ناسفة بدائية زرعها تنظيم داعش، مما يعكس حجم الخطر المحدق بالمدنيين وعودة الحياة الطبيعية.
أفادت “واشنطن بوست” أن أكثر من 900 مدني قُتلوا أو أُصيبوا بسبب الذخائر غير المنفجرة منذ ديسمبر 2024. وتقدّر “هالو ترست” العدد بأكثر من 1000 ضحية، معظمهم من الأطفال، وهو ما أكده أيضًا تقرير صادر عن “أطباء بلا حدود”.
وأشار ويل إدموند من “أطباء بلا حدود” إلى أن ثلثي المصابين الذين وصلوا إلى مستشفى دير الزور يعانون من إصابات تهدد حياتهم، فيما يعاني ربعهم من بتر مؤلم، والمثير للقلق أن 40% من الضحايا هم من الأطفال، وهو ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية.
قالت منظمة MAG إن لديها 240 موظفًا في سوريا، لكن هذه القوة غير كافية، وتوضح الصحيفة الأمريكية أن إزالة الألغام مكلفة ومعقدة، إذ يتطلب نزع لغم واحد موارد كبيرة، بينما زراعتها تكلف القليل ولا تستغرق وقتًا طويلًا.
وأضافت الصحيفة أن غياب مسح شامل لحجم المشكلة يعقد جهود إزالة الألغام، حيث تشير تقديرات مركز كارتر إلى أن عدد الذخائر غير المفجّرة ربما يصل إلى 300 ألف، فقط من غارات نظام الأسد، ناهيك عن آلاف أخرى زرعتها جهات مختلفة.
ذكرت “واشنطن بوست” أن عمليات التطهير تمولها جهات دولية، أبرزها الولايات المتحدة والنرويج، لكن التمويل لا يكفي، وحاليًا تتلقى “MAG” ما يقارب 6 ملايين دولار سنويًا، بينما تحتاج إلى 25 مليونًا لتوسيع عملياتها بفعالية على مستوى سوريا.
وقال جون براون، مدير المشاركة في “MAG”، إن تكلفة إزالة الألغام في سوريا باهظة مقارنةً بسهولة زرعها، محذرًا من استمرار الخطر لعقود إذا لم يتم رفع مستوى التمويل وتوسيع نطاق العمل الفني والتوعوي في المجتمعات المتضررة.
تشدد المنظمات الإنسانية، ومنها “هيومن رايتس ووتش”، على أن نشر التوعية المجتمعية يمثل أحد أهم جوانب الاستجابة لأزمة الألغام في سوريا، فالكثير من السكان، وخاصة الأطفال، يجهلون طبيعة الخطر وكيفية الإبلاغ عن الأجسام المشبوهة. غياب المعلومات والبرامج التثقيفية يفاقم عدد الضحايا ويُبقي المجتمعات عرضة للخطر الدائم.
وأوضحت واشنطن بوست أن المشكلة لا تقتصر على انتشار الذخائر، بل تشمل أيضًا ضعف التنسيق بين الجهات المحلية والدولية. فحتى الآن، لا توجد سلطة وطنية مختصة قادرة على إدارة الملف بشكل متكامل، ويؤدي غياب هذه الهيئة إلى بطء في الاستجابة وفقدان المعلومات وتشتّت الجهود الميدانية في معظم المناطق.
وتقترح منظمات حقوقية ودولية، وفقًا للتقرير، تأسيس “سلطة وطنية لإزالة الألغام” تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف توحيد قواعد البيانات، وتنسيق المسوحات الهندسية، وتأمين فرق التطهير، ووجود هذه الهيئة من شأنه تسريع عملية إزالة الألغام وضمان بيئة أكثر أمانًا للمجتمعات المتضررة في سوريا.
رغم التحديات الهائلة، تؤكد “واشنطن بوست” أن جهود إزالة الألغام تمثل خطوة حاسمة نحو عودة ملايين السوريين إلى منازلهم واستعادة دورة الحياة الاقتصادية والزراعية، فقد تمكنت منظمة “MAG” من تفكيك وتدمير أكثر من 80 ألف قطعة متفجرة حتى الآن، لكن تغطية سائر المناطق تتطلب مضاعفة التمويل والجهود الدولية.
وأضافت أن تفعيل خطة شاملة وطويلة الأمد يشكل ضرورة قصوى، على أن تشمل توظيف تقنيات متطورة مثل الطائرات المسيّرة وأجهزة الاستشعار الرقمية، وتدريب فرق محلية محترفة، من دون هذا الاستثمار الجاد، ستظل الألغام والذخائر غير المنفجرة تهدد حياة السوريين وتعيق إعادة إعمار المناطق المدمرة لعقود قادمة.