تقاتل مجموعة “فاجنر” الروسية غير النظامية إلى جانب القوات الروسية النظامية في أوكرانيا، وهي نفس المجموعة التي تقاتل في عدة دول إفريقية والتي منها “مالي”. وحسب دراسة استعرضها مركز “فاروس” للاستشارات، كان التعبير الرسمي للحكومة هو “مدربون روس”؛ حيث أن مالي، ومن خلال التعاون العسكري مع روسيا ضمن سياستها الجديدة، تقوم بالإعراض عن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة لفشل التجارب معها، والإقبال على روسيا.
حسب ما يبدو، فإن أوكرانيا، تريد أن تنقل الحرب من الأراضي الأوكرانية إلى إفريقيا بالوكالة، حيث يتنامى النفوذ الروسي، فقد كانت أولى هذه التحركات الأوكرانية ضد روسيا في شمال مالي، وبالأخص في معركة “تنزاوتن” بين الجيش المالي وبين المتمردين. واتهمت فيها الحكومة المالية أوكرانيا بمد المتمردين بالمعلومات الاستخباراتية، والتي بسببها مُني الجيش الوطني والعناصر الروسية بخسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
لن تتراجع أوكرانيا عن مقارعة روسيا في إفريقيا، وربما حول العالم، بطريقة أو بأخرى، ما دامت الحرب مستمرة بين البلدين، ولكن قد تجد نفسها ملزمة بتغيير موقفها أو تغيير أساليبها، نظرًا لشدة ردود الفعل، حيث إن أصابع الاتهام قد وجهت إليها الآن برعاية الإرهاب على مستوى إفريقيا.
وسياسيًا، مستوى التمثيل الدبلوماسي بين مالي وأوكرانيا ضعيف، حيث إن السفارة الأوكرانية في السنغال هي التي تغطي مالي، واقتصاديًا، قيمة المبادلات التجارية بين البلدين ضئيلة جدًا لا تصل إلى مستوى الطموحات، كما أن توقيع مالي للتعاون العسكري مع روسيا، يلغي أية فرصة للتعاون العسكري مع أوكرانيا.