
في فقرة مباشر مع مراسل هذا الصباح نتوقف مع مراسلنا في واشنطن هشام ملحم عند المناظرة التي جرت ليلة البارحة بالتوقيت المحلي في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كمالا هاريس. أولا يجب أن ننوه بأن المناظرة الأولى التي جرت في شهر يونيو/حزيران الماضي بين دونالد ترامب والرئيس بايدن كانت كارثية بالنسبة للرئيس بايدن، وأنهت بالفعل مستقبله السياسي وأرغمته على الانسحاب من السباق كما نعلم.
وبالتالي المناظرة بين كاملا هاريس، نائبة الرئيس والرئيس السابق ترامب، اكتسبت أهمية جديدة لأنها المناظرة الأولى، لا بل الاجتماع الأول وجها لوجه بين كاملا هاريس ودونالد ترامب. وكانت مهمة بالنسبة إلى هاريس لأن هناك شريحة من الناخبين لا تعرفها بالفعل، وهذه كانت الفرصة ليشاهدها الملايين من الأميركيين الذين لا يتابعون الأخبار السياسية عن كثب وان يشاهدوها عن كثب وأن تعطى هاريس الفرصة لكي تقنعهم بأن لها رؤية للمستقبل تختلف بعض الشيء عن رؤية الرئيس بايدن، وأن لديها طروحات وخطط اقتصادية واجتماعية أخرى، سواء متعلقة بالأزمة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وغيرها من القضايا التي تهم الناخب الأميركي.
ومن هنا كانت هذه المناظرة هامة إلى حد كبير استثنائية. ويمكن القول أن أداء كمالا هاريس كان جيدا، يتسم بالحيوية والمعلومات، مع أنها تفادت الإجابة المباشرة على بعض الأسئلة.
التحدي الأهم الذي واجهه كل من المرشحين، ترامب كان عليه أن يأتي إلى المناظرة، لا لإقناع شريحة مهمة من الناخبين، لان لديه قاعدة ملتزمة به، بغض النظر عن أدائه إن كان جيدا أو سيئا أو عظيما.
ولكن كما حاول بعض مساعديه أن يقنعوه بأن لا ينزلق إلى الإهانات الشخصية، وأن لا يسمح لهاريس بأن تغضبه، وأن تستفزه بأجوبتها أو بأسئلتها.
وهذا ما فعلته هاريس إلى حد كبير وببعض النجاح، لأن أجوبة ترامب اتسمت بالغضب، وكان يتفادى النظر إليها.
وكان من الواضح أيضا أنها نجحت في أن تستفزه كما كان يخشى العديد من مستشاريه ومساعديه، وهذا كان واضح عندما غادر المسرح دون أن يصافحها.
فعندما دخلت هاريس في بداية المناظرة تقدمت ومدت يدها لمصافحة ترامب، وبالتالي لم يستطع أن يتجاهل هذه الخطوة، ولكنه أنهى المناظرة دون أن يصافحها، وكان بذلك يعترف ولو بشكل غير مباشر أنها أغضبه، وأن استفزته، وهي لم تسمح له بأن يغضبها وأن تبدي هذا الغضب علنا كما أبداه ترامب.
فيمكن القول أن هذه المناظرة كانت أكثر لصالح كاملا هاري، وهذا ما أوضحته التعليقات الأولى لعدد من المحللين من واشنطن.