
المناظرات بين المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة تعتبر النقاط أو المواعيد الأكثر أهمية في الحملات الانتخابية، إذ يمكن لقسم كبير من الأمريكيين ألا يتابع المؤتمرات الانتخابية أو الأخبار في الصحف والقنوات التلفزيونية، ويحسم خياره بين المرشحين انطلاقا من المناظرات وحدها. الرئيس السابق دونالد ترامب كان يتميز في هذا السجل، لأن الأمريكيين شاهدوه في 7 مناظرات على مدى السنين الماضية، بينما كانت كاميلا هاريس بحاجة ماسة لتقديم نفسها للناخبين الأمريكيين، ذلك إن قسما كبيرا منهم لا يعرف عنها سوى أنها كانت نائبة الرئيس، ويبدو أنها استعدت بصورة كبيرة لهذه المناظرة بكمية كبيرة من المقولات والأفكار للرد على ترامب، الذي حاول من جانبه أن يتجنب فقدان الأعصاب واستخدام كلمات قاسية، كما تعود الأمريكيون منه
قضت قواعد تنظيم المناظرة بإغلاق ميكروفون المرشح الذي لا يتحدث، لكيلا يقاطع المرشح الذي يجيب على السؤال، ولكن كاميلا هاريس استخدمت تعبيرات الوجه والإيماءات والابتسامات، وتمكنت من تحويلها إلى تعليقات حقيقية على ما يقوله ترامب، الذي كانت تنظر إليه طوال وقت إجاباته، كما كانت صاحبة المبادرة في مصافحة دونالد ترامب قبل بدء المناظرة.
الرئيس السابق، الذي تلقى على ما يبدو تحذيرات كثيرة من مستشاريه للبقاء هادئا وألا ينفجر غاضبا، ظل طوال الوقت ينظر لمديري المناظرة، دون إلقاء نظرة وحيدة على منافسته، وظهر كمناظر جامد ينظر أمامه باستمرار، وانصرف في نهاية المناظرة دون أن يصافح منافسته.
- الاقتصاد: يرى الكثير من المراقبين أن كاميلا هاريس لم تكن على المستوى المطلوب نظرا لأنها لم تقدم برنامجها في هذا الإطار، وكنها تمكنت من وضع ترامب في موضع المدافع، عندما قالت “ترك لنا دونالد ترامب أسوأ حالة بطالة منذ الكساد الأعظم”، مضيفة “ما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلفها دونالد ترامب”.
- الإجهاض: كان الملف الصعب بالنسبة لترامب، خصوصا وأن القضاة الثلاثة الذين عينهم في المحكمة العليا ساهموا في إلغاء الحماية الفيدرالية للإجهاض، كما أن الرئيس السابق اتهم الديمقراطيين بأنهم يريدون السماح بالإجهاض حتى الشهر التاسع، وهو ما تمكنت هاريس من نفيه بسهولة وطرحت مجموعة من المبادئ التي تجد صدى لدى الناخب حول حرية المرأة وحقها في التحكم في جسدها وحقها في الرعاية الصحية.
- الهجرة: كان من المفترض أن يسجل الرئيس السابق نقاطا في هذا الملف متقدما عن منافسته، ولكن تكراره لأخبار كاذبة تقول إن المهاجرين من هايتي في ولاية أوهايو يأكلون القطط والكلاب، واضطر مديري المناظرة إلى تنبيه لأن هذا الخبر غير صحيح. كما تمكنت كامالا هاريس من إلقاء اللوم على دونالد ترامب في قضايا الحدود بسبب جهوده لإفشال مشروع قانون أمن الحدود الذي تم تبنيه من قبل الحزبين.
- السياسة الخارجية: اتهمت هاريس الرئيس السابق بأنه لو كان في السلطة عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا، لكان بوتين جالسا الآن في كييف. ووصفت ترامب بأنه “أضحوكة” لزعماء العالم. وفي المقابل، اتهم ترامب منافسته الديمقراطية بأنه في حال انتخابها، فإن إسرائيل ستختفي من الخريطة، وستشتعل منطقة الشرق الأوسط، لأن هاريس لا تحب الإسرائيليين ولا العرب ولن تتدخل في المنطقة.
أفادت أولى استطلاعات الرأي لقناة سي إن إن CNN أن من يفهم مشاكل الأمريكيين بصورة أفضل هو هاريس مع نسبة 44⁒ مقابل 40⁒ لترامب، الذي تفوق على منافسته فيما يتعلق بالاقتصاد حاصلا على 55⁒ مقابل 35⁒ لكاملا هاريس
ولكن الانطباع النهائي لدى العديد من المراقبين الأمريكيين أن كامالا هاريس تمكنت من وضع دونالد ترامب في موقع المدافع وأثارت غضبه أكثر من مرة ويبدو أنه أدرك ذلك، وتحدث عن وقوع غش من قبل منظمي المناظرة التي يعتقد أنه لم تكن منصفة بحقه.