خطة إسرائيل بعد إطلاق النار في معبر اللنبي

غداة أول هجوم من نوعه على الحدود مع الأردن مع قيام مسلح أردني بقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين عند معبر حدود جسر الملك حسين في الضفة الغربية، الأحد، قبل أن تقوم قوات الأمن الإسرائيلية بقتله، تباينت ردود الفعل أردنياً، إسرائيلياً وفلسطينياً، بينما تستمر القوات الإسرائيلية بتنفيذ عمليات مداهمة واقتحام واعتقال في الضفة الغربية المحتلة.

كيف هو الوضع الميداني في الضفة؟

ينفذ الجيش الإسرائيلي طيلة الساعات الماضية عمليات اقتحام في مناطق عدة من الضفة الغربية، تحديداً في الجنوب بالقرب من مدينة الخليل والقرى القريبة من أريحا وطولكرم، وتستهدف الاقتحامات منازل الفلسطينيين كما قام الجيش باعتقال عدة مواطنين.

في الواقع قامت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي بقتل 692 فلسطينياً منهم 51 طفلاً، كما قامت باعتقال ما يزيد عن 10 آلاف فلسطيني غالبيتهم رهن الاعتقال الإداري دون محاكمات ووسط ظروف غير إنسانية من تعذيب وتحرش وتجويع، ومن بين المعتقلين 98 صحفياً ونحو 700 طفل فلسطيني.

تقول إسرائيل بأن كل العمليات العسكرية التي تقوم بها وكان آخرها العملية الواسعة شمال الضفة هي للقضاء على المجموعات الفلسطينية المسلحة، لكن يؤكد الفلسطينييون أن إسرائيل لديها مخطط حاضر منذ سنوات يستهدف ضم الضفة ومنع أي سيادة فلسطينية سياسية وعرقلة حل الدولتين.

كان هناك تحول محوري عام 2002 حين اجتاحت إسرائيل الضفة الغربية بالكامل وبنت الجدار العازل. بعد هذا المخطط يقول الفلسطينيون أن الخطوة التالية هي المضي بضم المناطق التي أخرجها الجدار خارج المناطق الفلسطينية وحشر وتجميع وترحيل الفلسطين داخلياً ومحاصرتهم دون أي سيادة لهم، والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية للاستيطان.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية اليمنية تطلق العنان للمستوطنين. حيث نشهد يومياً اعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وزادت وتيرة هذه الاعتداءات منذ أكتوبر الماضي، نتحدث اليوم 850 ألف مستوطن باتوا يعيثون في الضفة ويقتلون الفلسطينيين، بينهم عدد كبير من المسلحين الذين يقومون بالاعتداء على المدنيين وحرق ممتلكاتهم.

وبالتالي نحن أمام حكومة يمينية تستغل الوضع الراهن، خاصة بعد ما حدث من “إبادة جماعية” في غزة وسط صمت دولي عموماً وأمريكي تحديداً. بالتالي ترى إسرائيل أن الوقت مناسب لتنفيذ مخططها في الضفة، إلى جانب مدينة القدس المعرضة للمزيد من هدم للبيوت وزيادة للاقتحامات للمسجد الأقصى، كل تلك المؤشرات تدل على أن كما يحدث على الأرض ليس بمعزل عن قرار إسرائيلي سياسي.

القادة السياسيون والمستوطنون والجيش هم في حلقة متكاملة لتنفيذ هذا المخطط في الضفة، وكا يقول القادة الإسرائيليون فإن موضوع حسم الصراع ينطلق من الضفة الغربية وليس من قطاع غزة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *