
مع كل يوم من أيام الحرب المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” التي دخلت شهرها الـ16، من دون أفق لحل يوقفها، تتضاعف معاناة الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر للصراع المستعر، إذ تعرضوا لأحداث تنوعت ما بين القتل والعنف الجنسي والاختطاف، وكذلك الحرمان من التعليم وفقدان الأهل نتيجة الموت أو الإصابات والإخفاء القسري.
وتعددت مآسي اليافعين خلال الحرب نتيجة القصف العشوائي وتبادل إطلاق النار، مما نتج منه إصابات خطرة، واضطر كثير منهم إلى إجراء عمليات بتر لأطرافهم بسبب التأخر في تقديم الرعاية الطبية، ويعيش الآلاف منهم ظروفاً جسدية ونفسية بالغة الصعوبة بعد أن فقدوا الحركة، في وقت يحاول فيه آخرون العيش بطرف صناعي بديل على رغم الأوجاع والآلام.
وفي ظل تصاعد وتيرة المعارك تسقط عشرات القذائف التي تطلقها قوات “الدعم السريع” من مدينة بحري على الأحياء السكنية في محلية كرري ومناطق متفرقة بأم درمان. وفي المقابل يشن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية مكثفة على مواقع وتجمعات “الدعم السريع”، ويتسبب هذا القصف المتبادل في وقوع قتلى وإصابات وسط المواطنين.
وبحسب المجلس القومي لرعاية الطفولة السوداني فإن أكثر من 10 آلاف طفل فقدوا جزءاً أو أجزاء حيوية من أجسادهم جراء إصابات بالقذائف النارية.
هيمنت مشاعر “الصدمة” و”الذهول” على السودانيين داخل وخارج البلاد، غداة حادثة سقوط قذيفة طائشة في حي الواحة بمدينة أم درمان قبل أربعة أسابيع، مما أدى إلى إصابة الطفلين الشقيقين فارس (10 سنوات) وتقوى (12 سنة).
في صباح ذلك اليوم لم يدر بخلد الصغيرين أن حياتهما ستنقلب رأساً على عقب، إذ ذهبا إلى دكان في واحد من شوارع الحي بخطوات واثقة وأرجل مكتملة، لكن القصف العشوائي من قبل قوات “الدعم السريع” في مدينة بحري تجاه أحياء أم درمان كان مكثفاً، وفي لمح البصر سمعا صوت دوي كبير، ولم يجدا نفسيهما إلا وهما ممددان على الأرض، وتسببت شظايا قذيفة انفجرت قربهما في إصابات بالغة لهما.