مرض تامر حسني يظهر وجه الفن الحقيقي في ردة فعل رائعة

في الأيام التي أعقبت الوعكة الصحية التي مرّ بها الفنان المصري تامر حسني، بدا وكأن محبّة الناس قررت أن تُفتح على مصراعيها، فتنساب نحوه كنبض دافئ يعوّضه عن كل ما مرّ به من إرهاق. ما حدث لم يكن مجرّد اتصالات مجاملة أو رسائل عابرة، بل موجة إنسانية حقيقية كشفت عن شيء أعمق من جماهيرية أو نجاح فني، كان الأمر أشبه باختبار صغير أثبت أن المحبة هي البطل الحقيقي.

فما إن انتشر خبر الأزمة، حتى حمله جمهوره في قلوبهم قبل كلماتهم، اسمه ظهر على كل المنصات محاطًا بالدعاء والطمأنينة، وكأن كل شخص أراد أن يضع كتفه إلى جانبه ليمدّه بالقوة. أما زملاؤه في الوسط الفني فلم يترددوا لحظة، اتصالاتٌ وطمأنة وزيارات ورسائل صادقة، خلت من أي استعراض وبدا فيها الامتنان واضحًا لمن منحهم يومًا دفئًا في أغنية، أو صدقًا في كلمة، أو بهجة على خشبة المسرح.


هذا المشهد الإنساني الكبير لم يكن مجرد ردّ فعل لمرض فنان، بل تذكير بأن الفن في جوهره قيمة إنسانية قبل أن يكون ضوءًا وكاميرا وصوتًا، فالفن الذي يلمس القلوب لا يختفي حين يخفت صوته، بل يظهر أوضح عندما يحتاج صاحبه إلى من يمدّ له يداً، وهو الفن نفسه الذي يجعل محبة الناس للفنان انعكاسًا لمدى صدقه معهم، ولما منحهم إياه من مشاعر تشبههم وتلامس حياتهم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *