
في تطور أمني لافت، أعلنت إسرائيل، السبت 13 ديسمبر 2025، تنفيذ عملية اغتيال استهدفت القيادي البارز في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس رائد سعد، وذلك في خامس محاولة معروفة لاغتياله. ونفذت المقاتلات الإسرائيلية غارة جوية على مدينة غزة، وسط القطاع، في عملية قال مسؤول إسرائيلي إنها جاءت ردًا على تفجير عبوة ناسفة استهدفت قوة إسرائيلية، وفقًا لوسائل إعلام عبرية.
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف “قياديًا من حماس” في مدينة غزة، مؤكدًا أن المستهدف هو رائد سعد، الذي وصفه بأنه الرجل الثاني في الحركة. وأشار البيان إلى أن عمليتين سابقتين لاغتياله أُلغيتا مؤخرًا قبل تنفيذ العملية الحالية، موضحًا أن سعد كان مسؤولًا عن ملف التصنيع العسكري في كتائب القسام.
بحسب المعلومات المتداولة، تعرّض رائد سعد للاستهداف أثناء تنقله في سيارة من نوع “جيب” غرب مدينة غزة شمال القطاع، وكان برفقته عدد من عناصر حماس، يُعتقد أنهم من مرافقيه الشخصيين. وكانت إسرائيل أعلنت في يونيو 2024 مقتله في عملية سابقة، قبل أن تتراجع لاحقًا بعد تبيّن فشلها.
تُعد هذه المحاولة الثانية خلال أشهر قليلة، بعد استهدافه في 18 مارس 2024، فيما تعود محاولات سابقة لاغتياله إلى عامي 2008 و2021. وفي عام 2018، صنفته إسرائيل بوصفه “أخطر المطلوبين” لديها، نظرًا لدوره المركزي في قيادة الجناح العسكري لحماس.
يُعد رائد سعد من أبرز قادة كتائب القسام الذين بقوا في قطاع غزة، إذ يشغل منصب رئيس قسم العمليات وأحد أعضاء المجلس العسكري للجناح العسكري. واعتبرت إسرائيل أن اغتياله يمثل أكبر خرق لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، التي دخلت حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي.
وسبق لهيئة البث الإسرائيلية أن أفادت بأن جهاز الأمن العام (الشاباك) وضع سعد على رأس قائمة الاغتيالات منذ بداية الحرب، وحتى قبلها، مشيرة إلى امتلاكه معلومات استخباراتية واسعة بحكم موقعه القيادي، ومعرفته العميقة بشبكة الأنفاق، والمنظومة الصاروخية، والمواقع السرية لحماس.
يُعرف سعد، الملقب بـ”أبو معاذ”، كأحد القادة المؤسسين لكتائب القسام. وفي عام 2005، عرّفته الحركة قائدًا للواء مدينة غزة. وتعود أصول عائلته إلى قرية حمامة شمال مدينة عسقلان، كما أمضى 15 شهرًا في السجون الإسرائيلية.
ويُعد سعد من قدامى قادة الجناح العسكري، وشغل سابقًا منصب رئيس جناح العمليات، وهو الذي خطط وكتب خطة “سور أريحا”، الهادفة إلى حسم المواجهة مع فرقة غزة، والتي نفذتها حماس في هجوم 7 أكتوبر. بعد عملية “حارس الأسوار” عام 2021، أقاله يحيى السنوار من رئاسة جناح العمليات، قبل أن ينتقل إلى مهام أخرى داخل القيادة العسكرية.
ويتولى سعد حاليًا مسؤولية إنتاج السلاح وإعادة بناء القدرات العسكرية، ويُعد الشخصية الثانية من حيث الأهمية داخل غزة بعد عزّ الدين الحداد. برز اسم رائد سعد مجددًا قبل نحو شهرين، عندما منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماس مهلة تتراوح بين 3 و4 أيام للرد على خطة السلام لغزة. وبحسب مصادر إسرائيلية، كان سعد الشخصية الأبرز القادرة على حسم موقف الحركة.
وأوضح مصدر إسرائيلي أن سعد يُعد ركيزة أساسية في تطوير عقيدة القتال لدى حماس، ويقف خلف أساليب تشغيل السلاح، بدءًا من بناء منظومة الصواريخ، وتشغيل الصواريخ المضادة للدروع، وصولًا إلى إدارة القتال عبر شبكة الأنفاق.
