
حذرت الشرطة الأوروبية (يوروبول) من ظاهرة إجرامية عنيفة بدأت في السويد وتنتشر حالياً في دول أوروبية أخرى، حيث تستخدم الشبكات الإجرامية الأطفال والمراهقين في تنفيذ جرائم كالقتل والتفجيرات مقابل مبالغ مالية، أو بدافع تسديد ديون ملفقة.
وتُعرف هذه الظاهرة باسم “العنف كخدمة” (Violence-as-a-Service)، وهي تقوم على استغلال القُصّر للقيام بأعمال خطيرة، في ظل علم العصابات بأن الأطفال يواجهون عقوبات مخففة نسبياً مقارنة بالبالغين.
وقال المؤلف والمحقق الجنائي السابق لؤي محاجب لقناة TV4 إن “الديون تُستخدم كسلاح للضغط. كثير من هذه الديون وهمية، وحتى إذا ظن الطفل أنه أنهى مهمته وسدد ديونه، تعود العصابة للمطالبة بالمزيد”.
أدت العملية الأمنية التي أطلق عليها اسم “فرقة العمل التشغيلية GRIMM” في غضون ستة أشهر فقط، إلى اعتقال 193 شخصاً في 11 دولة أوروبية. وشملت الاعتقالات منفذين ومجندين ومخططين للجرائم.
وأشار محاجب إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة للاستغلال، وقال “الأطفال يسهل التلاعب بهم، بعضهم مستعد لارتكاب جرائم بشعة مقابل بضع عشرات الآلاف من الكرونات. ويُقال لهم: إن تم القبض عليك، فستقضي بضع سنوات في مركز للشباب حيث يمكنك لعب البلايستيشن”.
وأكد أن هذه الطريقة في الضغط تتضمن أحياناً وعوداً كاذبة، إذ يُغرى الطفل بمبلغ مقابل تنفيذ عملية إطلاق نار مثلاً، ثم لا يحصل عليه، ويُجبر على تنفيذ مهمة أخرى.
ووفقاً لما أوردته يوروبول، فإن السويد هي مهد هذا النمط الإجرامي. ويدعم محاجب هذا الطرح، قائلاً “أعتقد أن هذه الديناميكية فريدة من نوعها في السويد. لدينا مشاركة شبابية ضخمة، واستخفاف خطير بجرائم مثل القتل والتفجيرات، لم أشهده في أي بلد آخر”.
وأضاف أن العصابات لا تتأثر عند القبض على أحد الأطفال، لأن هناك دائماً آخرين مستعدين، وقال: “إذا تم القبض على طفل، يستبدلونه بآخر ببساطة”.
