
الفيديو الذي لاقى انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي يرجع إلى العام الماضي، إذ ظهر به مساعد رئيس الحزب اللواء سفير نور وهو قيادي سابق بوزارة الداخلية المصرية (شغل منصب مساعد وزير الداخلية)، إضافة إلى رجل الأعمال عبدالوهاب محفوظ أحد أعضاء الحزب وشخص ثالث توفي منذ أشهر، وكانوا يتفقون على تصوير قطعتي آثار في محجر بمحافظة الجيزة، ويبدو من سياق الحديث أن الشخص الثالث هو وسيط عن صاحب القطع الأثرية، فيما سيقوم نور ومحفوظ ببيع الآثار لمصلحة من يحوزها مع تلقي عمولة.
ومع كثافة تداول الفيديو أصدر رئيس حزب الوفد عبدالسند يمامة قراراً بفتح “تحقيق عاجل” في الواقعة، وأعلن متحدث الحزب ياسر الهضيبي أنه جرى تقديم بلاغ للنائب العام للتحقيق في الواقعة من الناحية الجنائية.وقال الهضيبي في تصريحات تلفزيونية إن من ظهروا في الفيديو أعضاء عاديون في الحزب وليسوا قيادات. موضحاً أن الفيديو قديم وجرى تصويره قبل أكثر من عام، وتوعد بمحاسبة من يثبت تورطه في الجريمة.
ونشر الفيديو أخيراً على رغم أنه قديم سببه رغبة البعض في تأجيج الأزمات داخل الحزب و”مكايدة من أحد المأجورين”، حسب تصريحات رئيس الحزب الذي اعتبر خروج الفيديو الآن مؤامرة على شرعيته رئيساً للحزب. داعياً إلى عدم إلقاء الاتهامات جزافاً وأن الواقعة إن ثبتت فهي تعد “خطأ شخصياً”.
وحاول يمامة نفي الواقعة بقوله إن التحقيقات الأولية “أثبتت عدم صحة الفيديو”، وأنه لاحظ أن صورة سعد زغلول في الفيديو مختلفة عن الصورة الموجودة في مقر الهيئة العليا.وكان يمامة في تصريحاته يشير إلى تقرير اللجنة القانونية بالحزب التي قالت في مذكرة أول من أمس الثلاثاء إنه جرى تصوير غرفة الهيئة العليا لحزب الوفد من الزاوية الظاهرة بالفيديو، وتبين لنا مخالفة الخلفيات عن الصور الظاهرة بالفيديو، فيما لم يحضر كل من سفير نور وعبدالوهاب محفوظ للتحقيق ونفى نور هاتفياً صلته بالواقعة، وفق نص المذكرة المنشور على موقع صحيفة حزب الوفد.
لكن الملف تصاعد في اليوم التالي، إذ قررت اللجنة القانونية أمس الأربعاء معاقبة نور ومحفوظ بالفصل وإسقاط العضوية بعد تكرار تجاهلهما الحضور للتحقيق، وهو القرار الذي صدق عليه رئيس الحزب، مع إحالة الواقعة إلى النيابة لاتخاذ إجراءاتها.
وعلى رغم إغلاق الملف من الناحية الرسمية داخل أروقة إدارة حزب الوفد فإن التداعيات السياسية للفيديو المسرب يبدو أنها قد تؤثر في قيادة يمامة للحزب، فمنذ تداول مقطع الفيديو استنكر أعضاء وقيادات الحزب تشويه سمعة الحزب بجريمة تجارة الآثار.
انديبنت العربية