فرسان العزة في فرنسا.. تجنيد سري وتمويل خفي يهدد الشباب

كشفت تقارير حديثة عن تصاعد ملحوظ في نشاط جماعةفرسان العزة” (Forsane Alizza) مجددًا، وهي منظمة تابعة لتنظيم داعش في فرنسا، خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما عبر منصات التواصل الاجتماعي. ويبدو أن التنظيم يسعى لتجنيد الشباب وتأسيس شبكة منظمة ومستدامة بهدف الترويج لأيديولوجيته المتطرفة، وزيادة نفوذه، وإذكاء الانقسامات الاجتماعية.

حسب مونت كارلو الدولية، الاثنين 1 ديسمبر 2025، فإنه على الرغم من محاولات المجموعة لإخفاء المدى الحقيقي لعملياتها، تتزايد المؤشرات على وجودها على المستوى المحلي. وتشير التقارير إلى أن “فرسان العزة” نجحت في التغلغل في بعض المجتمعات، وإنشاء قنوات اتصال مغلقة، ونشر أيديولوجية متشددة من خلال منصات رقمية تستهدف الشباب تحديدًا.

تركز استراتيجية التنظيم بشكل أساسي على العمليات الرقمية، والتي تشمل نشر الفيديوهات والرسائل الدعائية التي تستغل مشاعر العزلة والاغتراب لدى بعض الشباب. وحسب فرانس 24، يقوم التنظيم بإنشاء مجموعات مغلقة على الإنترنت، وتقديم عروض تجنيد في عدة حالات تحت ستار “المساعدة الإنسانية”، مستغلًا منصات يصعب مراقبتها وتنظيمها.

يوفر هذا التواصل عبر الإنترنت شعورًا بالهوية والانتماء للأفراد المستهدفين، ويشجع على الانخراط في بناء مجتمع أيديولوجي متطرف، ويتيح ذلك للتنظيم توسيع شبكة نفوذه تدريجيًا داخل الشباب الفرنسي، ما يخلق بيئة خصبة لنشر الفكر المتطرف بعيدًا عن الرقابة المباشرة.

وتشير وسائل الإعلام إلى أن هذا النوع من النشاط عادةً ما يتزامن مع تطوير آليات تمويل سرية يمكن أن تتوسع بسرعة وتعمل بعيدًا عن أعين الجمهور، وتشمل هذه الآليات قنوات التبرعات المجهولة، والتجارة عبر الإنترنت، وشراء الأصول الصغيرة، إضافة إلى تحويل الأموال غير المصرح به عبر هياكل تجارية مشروعة.

تُستخدم هذه الموارد لتمويل جهود الدعاية، وتوفير الدعم اللوجستي، وربما إنشاء بنى تحتية لتسهيل أي أنشطة عنيفة مستقبلية، ويبرز ذلك قدرة التنظيم على استغلال التمويل السري لتعزيز حضوره الرقمي والميداني في آن واحد.

وتذكر مصادر متخصصة أن هذا التطور يبرهن مجددًا على قدرة تنظيم داعش على التكيف مع الظروف المتغيرة، حيث يحول مركز ثقله من مناطق النزاع التقليدية إلى أنشطة سرية داخل الدول المتقدمة، وخاصة في فرنسا، ويعكس هذا التكيف مرونة التنظيم في استغلال بيئات جديدة لنشر أيديولوجيته.

تشير التقييمات الحالية إلى أن التنظيم قد يسعى إلى توسيع عملياته في الأشهر المقبلة، وتحديدًا في المجال الرقمي، معتمدًا على شبكات الدعم والتمويل التي نجح في إقامتها. ويؤكد هذا المسار على الحاجة إلى إجراءات سريعة ومنسقة من قبل السلطات الفرنسية لمنع تعميق جذور الأيديولوجية المتطرفة داخل البلاد، وحماية الشباب من الوقوع في فخ الاستقطاب الرقمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *