
أثار استدعاء مهري طالبي دارستاني، الناشطة الثقافية الإيرانية التي تنتمي إلى التيار الأصولي المتشدد والموظفة السابقة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، للتحقيق، جدلاً واسعاً في البلاد. وبحسب نواب ومصادر إيرانية محلية، فإن دارستاني أصيبت بحالة عصبية حادة وسكتة دماغية عقب استدعائها من قبل نيابة الأمن الإيراني للتحقيق حول مشاركتها في تجمع حول الحجاب والعفاف وإلقائها كلمة فيه.
وكتب النائب محمد منان ريسي، من التيار الثوري في البرلمان، على قناته في تطبيق “إيتا” الإيراني، أنه “بعد استدعاء النيابة، وتعرضها لاستجواب غير مهذب من قبل بعض القوات الأمنية والقضائية، أصيبت مهري طالبي دارستاني بحالة عصبية حادة وسكتة، وهي الآن في المستشفى”. وأضاف: “أن يقوم نظامنا بمضايقة الناشطين الثوريين بهذه الطريقة، في وقت يعاني فيه المواطنون من ضغوط اقتصادية، أمر مؤسف للغاية”.
وأيد محمد كرباسي، أمين هيئة الأمر بالمعروف في محافظة قم، هذه الرواية، مشيراً إلى أن الهيئة ستتابع الموضوع بكامل طاقتها. وكالة “تسنيم” التابعة للحرس الثوري الإيراني نقلت عن مصدر مطلع نفياً لما تم تداوله، مؤكداً أن مهري دارستاني وروح الله مؤمن نسب، أمين هيئة الأمر بالمعروف في طهران، استدعيا مؤخراً لتقديم بعض التوضيحات.
وقال المصدر إن “ما تم تداوله عن إصابة دارستاني بسكتة أثناء التحقيق غير صحيح”، مضيفاً: “طالبي دارستاني خرجت من النيابة بصحة جيدة بعد الحديث معها حول بعض الموضوعات”. ويشكل هذا الحادث، وفق مراقبين، رمزاً للجدل المتصاعد حول أولويات القضاء والأجهزة الأمنية في إيران. ويرى البعض أن النظام يسمح بانتهاكات كبيرة للآداب العامة، بينما يفرض ضغطاً شديداً على الناشطين الدينيين والثقافيين الذين يسعون لتطبيق القوانين القائمة، ما يخلق شعوراً بــ”ازدواجية المعايير”.
ويشير المراقبون إلى أن الضغوط على المطالبين بالحقوق الدينية والثقافية في ظل الإفلات المستمر للمفسدين الاقتصاديين والشخصيات المثيرة للجدل من العقاب، تضعف ثقة المواطنين في المؤسسات وتعزز شعور الإحباط بين الشباب والناشطين الملتزمين. الحادثة أثارت موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت قضية مركزية للنقاش حول حقوق الأفراد والحريات الدينية في إيران، إضافة إلى التساؤلات حول دور الأجهزة القضائية والأمنية في حماية أو قمع المطالبين بالقيم الدينية والاجتماعية.
