مكالمة واحدة فقط، لكنها فتحت ثلاث جبهات دفعة واحدة. بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، عنون الحديث علنا بنزع سلاح حماس وتوسيع اتفاقيات السلام في المنطقة، لكن خلف العناوين اللامعة كانت الملفات الأثقل تدار بهدوء. الملف الأول غير المعلن الذي نوقش هو لبنان، حيث تشير معلومات متقاطعة إلى أن إسرائيل تحضر لشن غارات واسعة على حزب الله في المرحلة القريبة.
الملف الثاني هو سوريا. هنا كان الانزعاج الأميركي واضحا؛ فالرئيس الأميركي، وفق مصادر مطلعة، عبر عن رفضه للتصعيد العسكري الإسرائيلي هناك، ودعا إلى العودة لمسار تفاهم أمني يمهد لاحقا لاتفاق سياسي بين دمشق وتل أبيب. وقال مسؤول أميركي بوضوح إن الضغط المفرط قد يحول النظام القائم في سوريا إلى نظام معاد لإسرائيل، بعد أن كان منشغلا بترتيب بيته الداخلي.
أما الملف الأشد سخونة فهو الداخل الإسرائيلي. نتنياهو تقدم رسميا بطلب عفو من الرئيس الإسرائيلي، في خطوة وصفت بأنها ليست وليدة اللحظة، إذ سبقها تنسيق مع ترامب، كما كانت الدعوة الأميركية العلنية لإنهاء المحاكمة تمهيدا سياسيا واضحًا لهذا المسار.