السويد: النائب رشيد فاريفار من اصول إيرانية ينسحب من السياسة بعد تهديدات

أعلن النائب في البرلمان السويدي عن حزب ديمقراطيو السويد (SD)، رشيد فاريفار، انسحابه من الحياة السياسية بعد نهاية الفترة البرلمانية الحالية، مبرراً قراره بتزايد التهديدات والكراهية التي يتعرض لها، إضافة إلى تأثير عمله السياسي على حياته العائلية.

وقال فاريفار في منشور مطوّل على منصة X  إنه قرر مغادرة السياسة بعد أن أصبح “الخطر على الحياة والمضايقات اليومية” جزءاً من واقعه، متسائلاً “من يريد أن يكون ممثلاً منتخباً وهو يواجه خطر التهديد بالقتل أو المضايقة كل يوم؟

وأوضح أن مهمته البرلمانية كانت شرفاً كبيراً بالنسبة له، لكنه يرى أن المناخ السياسي في السويد تغيّر كثيراً خلال السنوات الأخيرة، قائلاً إن “التسامح والاحترام اللذين كانا يميزان المجتمع السويدي لم يعودا بديهيين كما في السابق”.

وفي منشوره، انتقد فاريفار بشدة ما وصفه بـ”تقاعس السلطات السويدية” في مواجهة التهديدات التي تطال السياسيين، وأشار إلى حادثة قال إنه تعرّض خلالها لهجوم من متظاهرين مؤيدين لفلسطين أمام مبنى البرلمان في مايو الماضي.

وأضاف أن “هذه المجموعة المتطرفة، التي تتبنى الكراهية ومعاداة السامية، أرعبت المجتمع السويدي لسنوات دون رد فعل حازم من مؤسسات الدولة”، معتبراً أن الحكومة والشرطة والأجهزة الأمنية تأخرت في التحرك.

بيّن فاريفار أن قراره بالانسحاب مرتبط أيضاً برغبته في أن يكون أقرب إلى عائلته، مؤكداً في تصريح لصحيفة GP أريد أن أكرّس وقتاً أكبر لأسرتي، أن أوصل وأحضّر أطفالي للمدرسة، أن أرى زوجتي كل يوم وأن أنام في سريري وأستيقظ قرب أولادي.”

وكشف أن زوجته كانت قد أصيبت بمرض خطير العام الماضي، وأن هذه التجربة جعلته يعيد التفكير في أولوياته، قائلاً “رأيت كيف أثّر عملي السياسي على صحة زوجتي وحياتنا الأسرية. أدركت أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر.”

وُلد رشيد فاريفار عام 1982 في إيران، وهاجر إلى السويد حيث درس الهندسة وعمل في مجال صناعة السيارات. انضم إلى حزب ديمقراطيو السويد عام 2017، وانتُخب نائباً في البرلمان عام 2022 عن مقاطعة ڤيسترا يوتالاند الغربية.

وفي ختام بيانه، قال فاريفار إنه فخور بما حققه خلال مسيرته داخل الحزب وفي البرلمان، لكنه يرى أن الوقت حان للعودة إلى “حياة طبيعية”، مضيفاً “أشعر أنني أديت واجبي الديمقراطي. حان الوقت لأن أعيش حياة عادية، كمواطن عادي، بوظيفة عادية، وحياة طبيعية مع عائلتي.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *