تكساس بعد النمسا.. توجّه عالمي لتصنيف “الإخوان” منظمة إرهابية

وسط فضائح مالية بدأت تخرج إلى العلن محلياً ودولياً، تتزايد المؤشرات على أن تنظيم “الإخوان” يتجه ليكون أيضاً على قوائم الإرهاب الأمريكية بعد عدد من الدول العربية والأوروبية.. وكانت البداية من ولاية تكساس التي صنفت الجماعة “إرهابية”، تزامناً مع دعوات لإحياء مشروع قرار في الكونغرس لتصنيف الجماعة “إرهابية” على مستوى الولايات المتحدة.

حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، لم يكتف بوضع “الإخوان”، على قوائم التنظيمات الإرهابية، بل أضاف إليها منظمة “كير” (مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية)، وصنّفهما، رسمياً، في الولاية ضمن “الجماعات الإرهابية الأجنبية، والمنظمات الإجرامية العابرة للحدود”.

ووفقاً لقرار أبوت، وهو جمهوري مقرب من الرئيس دونالد ترامب، سيحظر على المنظمتين شراء أو بيع الأراضي في الولاية، كما يسمح القرار للمدعي العام للولاية برفع دعوى لإغلاقهما، وربما فرض غرامات على المتورطين في التعامل معهما.

وأشار قرار الولاية إلى أن جماعة “الإخوان” مصنفة إرهابية في عدد من الدول العربية والإسلامية، وقال إن منظمة “كير” تروّج للإرهاب وتموله.

القرار الذي مازال محصوراً في ولاية تكساس، قد يمتد ليصبح قراراً فيدرالياً على مستوى الولايات المتحدة، خاصة بعدما ظهرات دعوات لطرح قضية تصنيف “الإخوان” ضمن التنظيمات الإرهابية في الكونغرس، وإعادة طرح مشروع قرار سبق أن قدمه السيناتور الجمهوري تيد كروز، في يوليو الماضي، أمام الكونغرس، لتصنيف “الإخوان” منظمة إرهابية.

ورغم أن الكونغرس لم يمرر المشروع حتى الآن، إلا أنه يحظى بدعم عدد من أعضائه، كما تدعمه منظمات نافذة في الولايات المتحدة، ويبدو أن ثمة عوائق “تقنية” أمام اعتماد المشروع، وهو ما تحدث عنه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في أغسطس الماضي، حين أعلن أن تصنيف “الإخوان” منظمة إرهابية “قيد الإعداد”.

وأشار روبيو إلى أن هناك تحديات قانونية حالت دون فرض عقوبات إرهابية على الجماعة، كما أشار إلى طبيعة التنظيم الذي يتضمن فروعاً، وهو ما يفرض أن يتم تصنيف كل منها ضمن قائمة الإرهاب.

وفي حال صنفت الولايات المتحدة التنظيم إرهابياً، سيكون ذلك في أوروبا أمراً متوقعاً، خاصة أن المظاهرات المناوئة للإخوان تتزايد في عواصم أوروبية عدة، مثل: لندن، وبرلين، وباريس، كما كانت النمسا سباقة بتصنيف التنظيم إرهابياً منذ العام 2021.

وإضافة إلى دعم الإرهاب، حسبما تشير الدول التي وضعت التنظيم ضمن قوائم الإرهاب، برزت، مؤخراً، فضائح مالية أظهرت أن الجماعة “تتاجر” بعدد من القضايا، ومنها الوضع الإنساني في غزة.

أحدث الفضائح ما كشفته صحيفة “إكسبرسن” السويدية التي ذكرت أن شبكة من الأئمة المرتبطين بالإخوان متورطة باختلاس أكثر من مليار كرونة سويدية (أكثر من 100 مليون دولار)، من الأموال العامة المخصّصة للإعانات التعليمية والمدارس.

وعبر تحقيق استقصائي، ذكرت الصحيفة وقائع عن استغلال عدد من المرتبطين بالتنظيم لوظائفهم في إدارة مؤسسات تعليمية في السويد وتحويلها إلى واجهات لتحويل الأموال بطريق غير شرعية إلى أفراد ومجموعات متطرفة.

وقالت الصحيفة إن السلطات أغلقت معظم تلك المؤسسات التعليمية، بعضها بداعي التطرف، وأخرى بسبب عمليات احتيال.

ويأتي هذا الكشف، بعد أيام على تداول فضحية مالية أخرى لشخصيات ومؤسسات مرتبطة بالتنظيم، كانت “تتاجر” بقضية فلسطين، والوضع في غزة، لتحقق مكاسب قُدّرت بنحو نصف مليار دولار.

إرم نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *