
استقبل قداسة البابا الكاردينال كريستوف شونبورن، رئيس أساقفة فيينا للكنيسة الكاثوليكية، وذلك في مقر إقامة قداسته خلال زيارته الرعوية لإيبارشية النمسا. جاء اللقاء في أجواء ودية وروحية عميقة، عكست قوة الروابط التاريخية بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، وحرصهما على تعزيز الحوار والمحبة المشتركة.
وفي كلمته الترحيبية، عبّر البابا تواضروس الثاني عن سعادته بهذا اللقاء الذي يحمل بعدًا إنسانيًّا وروحيًّا مهمًا، مؤكدًا أن العلاقة بين الكنائس المسيحية تقوم على المحبة والعمل المشترك من أجل خدمة الإنسان ونشر روح السلام. ووجّه قداسته دعوة رسمية للكاردينال شونبورن لزيارة مصر من جديد، مذكّرًا بأن زيارته السابقة كانت عام 2016، وأن الأبواب لا تزال مفتوحة لاستقبال مثل هذه الزيارات التي تعزز جسور التواصل.
من جانبه، أبدى الكاردينال كريستوف شونبورن تقديره الكبير لحفاوة الاستقبال الذي لقيه من البابا تواضروس، مشيرًا إلى أنه لمس روح المحبة ذاتها التي عرفها خلال زيارته السابقة لمصر قبل نحو عشرة أعوام. وأكد أن العلاقات بين الكنيستين تتطور باستمرار بفضل حرص القيادات الروحية على الحوار والتلاقي، مشيدًا بالدور الإيجابي الذي يقوم به البابا تواضروس في دعم التعاون المسيحي على المستوى الدولي.
وحضر اللقاء عدد من أصحاب النيافة الأساقفة، بينهم الأنبا جابرييل أسقف النمسا، والأنبا مارك أسقف باريس وشمالي فرنسا، والأنبا ديسقورس أسقف جنوبي ألمانيا ورئيس دير القديس الأنبا أنطونيوس بكريفلباخ، إضافة إلى الراهب القس عمانوئيل المحرقي مدير مكتب قداسة البابا، وعدد من الرهبان والراهبات والأراخنة. وقد أضفى هذا الحضور الكنسي الغني مزيدًا من العمق الروحي على اللقاء.
وفي سياق زيارته للنمسا، قدّم البابا تواضروس الثاني تهنئته لأبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمناسبة بدء صوم الميلاد، مؤكدًا أن الصوم يحمل معاني الفرح والتعزية الروحية، ويمثل فترة مميزة للتقرب إلى الله من خلال الصلاة والصوم والخدمة. كما عبّر عن سعادته بالتواجد بين شعب الكنيسة في النمسا، مشيرًا إلى أن الزيارة تشمل أيضًا متابعة صحية روتينية ضمن البرنامج الطبي الدوري الذي يجريه قداسته.
وخلال احتفالية كنسية اتسمت بالبهجة، ألقى الأنبا جابرييل أسقف النمسا كلمة رحّب فيها بالبابا تواضروس، مستعيدًا ذكرياته معه منذ أن كان أسقفًا قبل تجليسه على الكرسي البابوي. وأشار إلى أن قداسته لطالما لبّى الدعوات للخدمة في الكنائس النمساوية دون تردد، وأن محبته لشعب الكنيسة في الخارج كانت دائمًا واضحة ومتجددة.
واختتم الأنبا جابرييل كلمته بالتأكيد على أن الخدمة الكنسية هي مصدر فرح وتعزية، وتمنح الإنسان طاقة روحية متجددة. وأعرب عن امتنانه لوجود البابا تواضروس في هذه الزيارة المباركة التي حملت الكثير من المحبة والتشجيع للشعب والخدام والرهبان. وقد شكّل اللقاء مع الكاردينال شونبورن وتهنئة الشعب بالصوم مناسبة تجمع بين البعد الروحي والإنساني، وتؤكد مرة جديدة أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تستمر في رسالتها القائمة على السلام والمحبة وبناء الجسور مع الجميع.
