
يُجري الرئيس السوري أحمد الشرع، زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، حيث سيلتقي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان. وسيشارك الشرع في النسخة التاسعة من مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” المنعقد في العاصمة الرياض، في خطوة جديدة تعكس التقارب السياسي والاقتصادي المتنامي بين الرياض ودمشق، وتؤكد دخول سوريا مرحلة الانفتاح على الشراكات الإقليمية والدولية.
سيجري الشرع زيارة عمل إلى السعودية، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، خصوصاً في مجالات الاستثمار والتعاون الاقتصادي، إلى جانب مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، الأحد 26 أكتوبر 2025. وذكرت الوكالة أن الرئيس الشرع سيلقي كلمة خلال مشاركته في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”، كما سيجتمع مع كبرى الشركات الاستثمارية والمؤسسات الاقتصادية العالمية المشاركة في المؤتمر.
أشارت “سانا” إلى أن الشرع سيرأس وفدًا سوريًا رفيع المستوى يضم عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين والخبراء الوطنيين، في خطوة تمثل دخول سوريا الرسمي إلى النهضة الاقتصادية الإقليمية التي تشهدها المنطقة. وأضافت الوكالة أن الوفد السوري سيجري لقاءات مع كبار المستثمرين العالميين والشركات الرائدة والمؤسسات المالية الكبرى لبناء مسارات استثمارية في قطاعات البنية التحتية والإسكان والطاقة والصحة والتكنولوجيا والصناعات المستدامة، بما يسهم في إعادة إعمار سوريا وتنشيط الاقتصاد الوطني الذي تأثر بشدة خلال سنوات الحرب الماضية.
تعد هذه الزيارة هي الثالثة للرئيس أحمد الشرع إلى السعودية منذ توليه السلطة بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، حسب شبكة CNN، الاثنين 27 أكتوبر 2025. وكانت الزيارة الأولى للشرع إلى السعودية في 2 فبراير الماضي، وهي الزيارة الخارجية الأولى له منذ تسلمه مهامه الرئاسية، وقد شكلت حينها مؤشرًا واضحًا على بداية انفتاح عربي تجاه القيادة السورية الجديدة.
أما الزيارة الثانية، فقد تمت في مايو الماضي، حين التقى الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض بوساطة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في لقاء ركز على مناقشة سبل دعم الاستقرار في المنطقة وإعادة تأهيل الاقتصاد السوري. يُنتظر أن تشكل زيارة الشرع الحالية إلى المملكة فرصة لتكثيف التعاون الثنائي وتوسيع مجالات الشراكة الاقتصادية بين الرياض ودمشق، خاصة بعد إعلان السعودية في وقت سابق عن توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع سوريا، بإجمالي استثمارات معلنة بلغت 6.4 مليارات دولار خلال منتدى الاستثمار السوري السعودي لعام 2025.
وتغطي هذه الاتفاقيات قطاعات حيوية تشمل الصناعة، والإسكان، والطاقة، والبنية التحتية، والسياحة، والاتصالات، والتجارة، والمشاريع والخدمات المالية، والطيران، والملاحة، والموارد البشرية، وهو ما يعزز مساعي البلدين لفتح آفاق جديدة من التعاون الاقتصادي الإقليمي.
تأتي زيارة الشرع إلى السعودية في توقيت حساس تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة لإعادة بناء التوازنات الإقليمية، فيما يرى مراقبون أن مشاركة الرئيس السوري في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” تمثل رسالة قوية من دمشق بأنها تتجه نحو مرحلة جديدة من الانفتاح والتكامل الاقتصادي، وبأنها تسعى لاستقطاب رؤوس الأموال العربية والأجنبية للمساهمة في إعادة إعمار البلاد.
كما تؤكد الخطوة الدور السعودي المحوري في دعم الاستقرار وإعادة دمج سوريا في محيطها العربي، ضمن رؤية أوسع تسعى لتعزيز الأمن والتنمية في الشرق الأوسط.
