
يختلف الأمر مع النشيد الوطني الذي يثير تغييره الجدل على مستويين، الأول يتعلق بضرورة عملية التغيير في حد ذاتها، والثاني يطرح آلية تغيير النشيد وما طبيعة الجهات التي ستتولى حسم الخيارات.
النشيد الوطني السوري “حماة الديار عليكم سلام” للشاعر خليل مردم بك، ومن تلحين الأخوين فليفل، وقد ظل النشيد الوطني لسورية منذ عام 1938 حتى سقوط نظام الأسد، ولدى وصول أحمد الشرع إلى السلطة، تم تعليق استخدامه، واستبدل، مؤقتا، بقصيدة عمر أبو ريشة “في سبيل المجدِ والأوطانِ نحيا ونبيد”، التي لحّنها الأخوان فليفل.
واجتمع الرئيس أحمد الشرع مع وزير الثقافة وعدد من الشعراء السوريين لمناقشة الترتيبات الخاصة بالنشيد الوطني الجديد للجمهورية العربية السورية، ولكن وزارة الثقافة لم تتخذ أي إجراء عملي بعد، ولم تعلن عن مسابقة بين الشعراء السوريين لاختيار قصيدة تصلح لتكون النشيد الوطني، كما لم تشكل أي لجنة لبحث الموضوع والبدء في التنفيذ.
- يرى مؤيدو التغيير أن النشيد القديم ارتبط إلى حد بعيد بعائلة الأسد وبحقبة طويلة قاتمة وطويلة من القمع، ويقول بعضهم أنه يمجد الجيش الذي شارك في قمع الشعب، ولكن هناك من يؤيد تغيير النشيد دون أن يجد رابطا بينه وبين حقبة الأسد، لأن عمر النشيد يقارب التسعين عاما، وإنما يرون ضرورة هذا الإجراء لإعادة بناء الهوية السورية، نظرا لأن المرحلة تستدعي ذلك
- المعارضون لتغيير النشيد يرفضون العلاقة بينه وبين حقبة الأسد الأب والابن، ويؤكدون على أن هذا النشيد الوطني مرتبط بمرحلة التحرر من الاستعمار وأن كلماته جميلة، كما يشيرون إلى أن النشيد الوطني هو من الثوابت في تاريخ أي بلد ولا يمكن تغييره بسهولة.
أكد الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية في سوريا أن تغيير شعار الدولة ونشيدها يتم عبر قانون، وأنه يمكن للبرلمان اقتراح هذا التغيير، كما يمكن لرئيس الجمهورية أن يقدم هذا الاقتراح، ولكن اعتماد التغيير يستلزم تصديق كل من البرلمان ورئيس الجمهورية
ويقول بعض المختصون أن عملية التغيير هذه يجب أن تتم عبر جهات أكثر تمثيلا للسوريين، وأنه، حتى، البرلمان المقبل ينبغي عليه ألا يصدق على التغيير قبل التشاور مع العديد من مؤسسات المجتمع السوري.
بالتالي، ربما كان السبب في امتناع وزارة الثقافة عن المضي في هذه العملية هو أن أحمد الشرع ما زال رئيسا انتقاليا، وليس رئيس جمهورية منتخب، أضف إلى ذلك أن السوريين لم ينتخبوا بعد برلمانهم وفق دستور نهائي.
