
وقّع وسطاء وقف الحرب في قطاع غزة مصر وقطر وتركيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وثيقة تتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك خلال قمة دولية بإطار خطة ترامب لإنهاء الحرب في القطاع شهدها منتجع شرم الشيخ المصري، الاثنين 13 أكتوبر 2025، ترأسها الرئيسان عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب بمشاركة أكثر من عشرين من قادة العالم، من بينهم الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفلسطيني والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وتم الإعلان في القمة التي انعقدت في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، عن بداية مرحلة جديدة في الشرق الأوسط، بعدما قال الرئيس الأمريكي في كلمته الافتتاحية: “لقد حققنا ما كان الجميع يعتقد أنه مستحيل… أخيراً، لدينا السلام في الشرق الأوسط”.
وأضاف ترامب أن الاتفاق يضع نهاية لـ”الكابوس الطويل والمؤلم” الذي عاشته المنطقة، مشيراً إلى أنه وقع وثيقة ضمان مشتركة مع قادة مصر وقطر وتركيا، دون الكشف عن تفاصيلها بعد.
وقال ترامب في ختام القمة إن الوثيقة التي وُقّعت بين الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا “ستثبت صلابتها”، مؤكداً أن السلام الجديد في المنطقة سيقوم على “التعاون الأمني والتنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار”.
وجاء انعقاد القمة بعد ساعات من تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي شملت إفراج حركة حماس عن آخر عشرين رهينة على قيد الحياة وتسليم أربعة جثامين عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو ألفي أسير فلسطيني من سجونها.
وخلال القمة، التي جمعت رؤساء وملوكاً ورؤساء حكومات من أكثر من 20 دولة، أجرى ترامب لقاءً هو الأول منذ عام 2017 مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واصفاً اليوم بأنه “عظيم للعالم وللشرق الأوسط”.
كما التقى ترامب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وعدداً من القادة العرب والأوروبيين، بينما أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بجهود الولايات المتحدة مخاطبا ترامب: “كنتَ الوحيد القادر على إنهاء هذه الحرب، والوحيد القادر على صنع السلام في منطقتنا”.
وبدوره أعلن السيسي أن الاتفاق “يطوي فصلاً مؤلماً من التاريخ الإنساني ويفتح عهداً جديداً من السلام والاستقرار”، وذكر بحل الدولتين، قائلا إنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام، وشكر ترامب السيسي على إهدائه قلادة النيل، فيما أكد الرئيس المصري أن مصر ستنظّم قريباً مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار قطاع غزة بالتعاون مع الولايات المتحدة وشركائها.
إعادة إعمار غزة
وبعيدا عن أضواء القمة انطلقت في ويلتون بارك قرب لندن مؤتمر دولي لبحث إعادة إعمار غزة، بمشاركة السعودية والسلطة الفلسطينية وألمانيا والأردن وإيطاليا ومؤسسات مانحة دولية أبرزها البنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
وصرّح الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر بأن إعادة الإعمار “ستستغرق سنوات وتكلف مليارات”، مؤكداً أن العملية “سيقودها الفلسطينيون” وأن الهدف هو “تنسيق الجهود وتعبئة التمويل العام والخاص لإحياء القطاع المنكوب”.
وبرز خلال القمة غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدما قالت كل من تركيا والعراق أنها رفضت المشاركة في حال حضوره، وكانت الرئاسة المصرية قد أعلنت سابقاً أن نتنياهو سيشارك.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان إن بنيامين نتنياهو ” تلقى دعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمشاركة في مؤتمر في مصر اليوم” و” شكر ترامب على الدعوة لكنه صرح بأنه لن يتمكن من الحضور”، بسبب ” التزامن ” مع بدء عيد العرش اليهودي “سوكوت” عند حلول ليل الاثنين، بحسب بيان لمكتبه.
مونت كارلو الدولية
