
تعرض عضوان بالكنسيت الإسرائيلي، عن حزب الجبهة الديمقراطية، للطرد، اليوم الإثنين، في أثناء إلقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب كلمة أمام البرلمان. فبينما كان ترمب يثني على مبعوثة الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قائلا: „أعرف مفاوضين آخرين، وهم بارعون حقًّا، لكن بالنسبة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط عرفت أن الجميع يحب ستيف ويحترمونه، ولو لم يشارك في هذا لكنا قد شهدنا حربًا عالمية ثالثة“، إذ قاطعه النائبان عن حزب الجبهة الديمقراطية، عوفر كسيف وأيمن عودة، مطالبين إياه بالاعتراف بدولة فلسطين، حيث رفعا لافتة مكتوب عليها „Recognize Palestine“ أو „اعترف بفلسطين“.
على إثر ذلك سادت حالة من الهرج والمرج داخل قاعة الكنيست قبل أن يتدخل رجال الأمن لإقصاء النائبين عنوة وإخراجهما خارج القاعة، كي يستأنف الرئيس الأميركي كلمته. من جهته، كشف عوفر كسيف عن سبب طرده من الكنيست، وقال إنه رفه لافتة طالب خلالها الاعتراف بدولة فلسطين.
وكتب عوفر كسيف عبر حسابه على موقع إكس: „هذه هي اللافتة التي رفعتها مع صديقي أيمن عودة“.
وأضاف: „لم نأتِ للتدخل، بل للمطالبة بالعدالة. وتابع قائلًا: „إن السلام الحقيقي الذي سينقذ شعبي الأرض من الدمار لن يأتي إلا بنهاية الاحتلال والفصل العنصري وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ارفضوا أن تكونوا فاتحين، قاوموا الحكومة الدموية“.
أما أيمن عودة، فنشر عبر حسابه على موقع إكس فيديو للحظة طرده من الكنيست، وكتب يقول: „لقد طردوني من الكنيست لمجرد أنني رفعت أبسط المطالب، وهو المطلب الذي يتفق عليه المجتمع الدولي بأكمله: اعترفوا بدولة فلسطين“. وأضاف: „تعرف على الحقيقة البسيطة: هناك شعبان هنا، ولا أحد يذهب إلى أي مكان“.
ولد عوفر كسيف في ريشون ليتسيون، وتعلم في مدرسة شالمون الابتدائية والجميناسيا الرئيالية في المدينة. منذ فترة شبابه، انجذب عوفر كسيف لأفكار كارل ماركس والاشتراكية، وفي جيل 16 عام التحق بحركة شلي الشبابية. خدم بالجيش الإسرائيلي في وحدة ناحال، وفي وحدة المظليين نحال، وبعد انتهاء فترة خدمته توجه لدراسة اللقب الأول بموضوع الفلسفة في الجامعة العبرية.
أعد عوفر كسيف رسالة الدكتوراة في الفلسفة السياسية في كلية لندن للاقتصاد وما بعد الدكتوراه في جامعة كولومبيا في نيويورك، وشغل منصب مساعد برلماني للأمين العام للحزب الشيوعي، مائير فيلنر. خلال الانتفاضة الأولى، كان أول من رفض الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة وسُجن.
في عام 2012، كرمته منظمة يش غفول بأن يكون أحد حاملي الشعلة في حفل إضاءة الشعلات البديلة، ثم بدأ بالتقرب من حزب الجبهة الديمقراطية. لكسيف تصريحات عدة ضد اليمينيين المتطرفين وحكومة بنيامين نتنياهو، لعل أبرزها تصريحاته في العام 2018، خلال مسيرات العودة، حينها قال في محاضرة بتل أبيب، إن „الحكومة الإسرائيلية أعطت الشرعية لقتل العرب، وهكذا نتدهور إلى الهاوية الألمانية التي كانت قبل 80 عامًا“.
في السادس من مارس/ آذار عام 2019، قررت لجنة الانتخابات المركزية إلغاء ترشحه للكنيست، لكن المحكمة العليا لم توافق على إلغاء الترشيح، ونجح كسيف في دخول الكنيست.
وفي الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، قررت لجنة السلوكيات في الكنيست إبعاده 6 أشهر، وحجب راتبه لمدة أسبوعين، وذلك على خلفية تصريحاته المتعلقة بالحرب على غزة، وانضمامه إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، التي اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
المصدر: الغد
