
اعتبرت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل أن بولندا ودول البلطيق تتحمل جزءا من المسؤولية عن غزو روسيا لأوكرانيا، ورأت أن رفض هذه الدول للمفاوضات التي ترأسها الاتحاد الأوروبي مع فلاديمير بوتين عام 2021 ساهمت بشكل غير مباشر في “عدوانه” بعد عام.
وقالت ميركل في حديثها لموقع Partizan الهنغاري، خلال زيارتها لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان المعروف بتقاربه مع الكرملين: “في حزيران – يونيو 2021، شعرت أن بوتين لم يعد يأخذ اتفاقات مينسك على محمل الجد، ولهذا السبب أردت إطارا جديدا يمكننا من خلاله التحدث مباشرة معه باسم الاتحاد الأوروبي.”
وتابعت: “لم يدعم الجميع هذه الفكرة، وعلى رأس المعارضين كانت دول البلطيق، كما أن بولندا كانت ضدها أيضا”، مضيفة أن تلك الدول كانت “خائفة من عدم التوصل إلى موقف أوروبي موحد بشأن كيفية التعامل مع روسيا”. واختتمت قائلة: “في نهاية المطاف، لم يحدث ذلك، غادرت منصبي، وبعدها بدأ عدوان بوتين”.
وجاءت زيارة ميركل إلى المجر في إطار الترويج لمذكراتها الجديدة بعنوان “الحرية”، والتي تسعى من خلالها إلى تبرير سياساتها التي تلاقي اليوم معارضة واسعة، مثل فتح الحدود أمام مليون لاجئ عام 2015، وسماحها بتحول ألمانيا إلى دولة تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي الرخيص.
وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة في وارسو ودول البلطيق، التي طالما عبرت عن استيائها مما تعتبره تساهلا ألمانيا تجاه التهديد الأمني الكبير الذي تمثله روسيا. فقد رد رئيس الوزراء اللاتفي السابق كريشْيَانيس كارينش مشيرا إلى أن العديد من الدول في ذلك الوقت لم تكن تفهم طبيعة روسيا، “بما في ذلك ألمانيا والمستشارة السابقة نفسها”.
وأضاف كارينش: “كنت أؤكد لها باستمرار أنه لا يمكن التعامل مع بوتين بحسن نية، لكنها كانت تعتقد أن دول البلطيق مخطئة. كنت على دراية تامة بوجهات نظر ميركل، لكنني مذهول من أنها ما زالت تفكر بهذه الطريقة بعد كل ما حدث في أوكرانيا”.
أما وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساكنا فقد رأى أن روسيا تتحمل وحدها المسؤولية عن الصراع، قائلا: “الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا مدفوعة بسبب واحد فقط: رفضها قبول انهيار الاتحاد السوفييتي وطموحاتها الإمبريالية التي لا تهدأ. روسيا وحدها تتحمل مسؤولية هذا العدوان.”
من جانبه، قال رئيس الوزراء البولندي السابق ماتيوش مورافيتسكي: “أنغيلا ميركل، من خلال مقابلتها الطائشة، أثبتت أنها من بين أكثر السياسيين الألمان ضررا لأوروبا”.
مونت كارلو الدولية
