إيران: لا خطط للتفاوض مع واشنطن والملف النووي سيدار وفق مصالحنا

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن بلاده لا تمتلك حاليًا أي خطة لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، مشددًا على أن طهران تركز في هذه المرحلة على دراسة تداعيات الخطوات الأخيرة التي اتخذتها كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالتنسيق مع واشنطن بشأن الملف النووي الإيراني.

وقال بقائي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، الاثنين، إن الدبلوماسية ما زالت خيارًا قائمًا في السياسة الخارجية الإيرانية، موضحًا أن “الاتصالات والمشاورات مستمرة، وكلما رأت إيران أن المسار الدبلوماسي يمكن أن يحقق نتائج ملموسة، فإن القرار سيتخذ وفقًا للمصالح الوطنية العليا”.

وأضاف أن “التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الأمريكيين، الذين أعربوا عن فخرهم بارتكاب أعمال غير قانونية، تُعد دليلًا إضافيًا على عدم التزام واشنطن بالقوانين الدولية، كما أنها تُثقل مسؤوليتها القانونية أمام المجتمع الدولي”.

وفي رده على سؤال من وكالة “تسنيم”، أوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن مجلس الأمن الدولي لم يتخذ أي قرار قانوني بشأن إعادة فرض العقوبات على إيران، بسبب غياب الإجماع بين الأعضاء الدائمين.

وكشف بقائي عن اجتماع مهم عقدته طهران مع الأمين العام للأمم المتحدة، حيث تم عرض “تفاصيل الخروقات القانونية التي ارتكبتها الدول الأوروبية الثلاث” في محاولتها استغلال مجلس الأمن وآلية حلّ الخلافات في الاتفاق النووي.

وأشار إلى أن “القرارات التي صدرت بين عامي 2006 و2010 بشأن البرنامج النووي الإيراني، حظيت إما بإجماع أو بحد أدنى من الاعتراض داخل المجلس، أما اليوم فهناك على الأقل عضوان دائمان يعارضان إعادة فرض العقوبات؛ ما يعني أن مجلس الأمن لم يصدر أي قرار رسمي بهذا الشأن”.

وأضاف أن “الخطوة الأوروبية تُعد إجراءً أحاديًا مخالفًا لقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي ينص على انتهاء القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني بحلول 18 أكتوبر الجاري، وخروج الملف النووي من جدول أعمال المجلس”.

وفي سياق متصل، أكد بقائي أن “الموقف الأوروبي في الأشهر الأخيرة كان غير مسؤول ومدمِّرًا لمسار التفاهم حول الملف النووي”، مضيفًا أن “تلك الدول فرضت شروطًا غير منطقية عطّلت فرص الحوار البنّاء”.

وأوضح المتحدث أن “إيران دخلت في محادثات فنية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار التزاماتها وفق اتفاق الضمانات (البروتوكول)، وتمّ التوصل إلى تفاهم لتأسيس آلية تعاون جديدة حظيت برضا الوكالة وترحيب أولي من الأوروبيين، قبل أن يتراجعوا عنها لاحقًا”.

وشدّد على أن “الظروف التي ستحكم أي مفاوضات مستقبلية ستكون مختلفة عن الماضي؛ لأن التجربة أثبتت أن الأوروبيين لم يتصرفوا كشركاء حقيقيين في الحوار”.

وختم بقائي بالتأكيد على أن البرنامج النووي الإيراني سلمي بالكامل ويجري ضمن إطار القوانين الدولية، مشيرًا إلى أن “إيران ستواصل التزاماتها طالما أن الأطراف الأخرى تحترم تعهداتها، لكنها لن تقبل بسياسة الضغط أو الابتزاز تحت غطاء الدبلوماسية”.

إرم نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *