
سفاح المعمورة , شهدت ثالث جلسات محاكمة المتهم نصر الدين السيد، المعروف إعلاميًا بـ«سفاح المعمورة»، تطورًا مفاجئًا أمام هيئة محكمة جنايات الإسكندرية، حيث أعلن محاميه أميران السيد عثمان انسحابه من الدفاع عنه. وأرجع المحامي سبب قراره المفاجئ إلى تقرير مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية، الذي أكد بشكل قاطع سلامة القوى العقلية للمتهم، وقدرته الكاملة على إدراك أفعاله لحظة ارتكاب الجرائم.
وقال المحامي خلال الجلسة إنه كان يضع احتمالًا بسيطًا بنسبة 1% بأن يكون موكله مصابًا بمرض نفسي قد يؤثر على مسؤوليته الجنائية، إلا أن التقرير الطبي أغلق هذا الباب تمامًا، ما دفعه لإعلان التنحي عن القضية، معتبرًا أنه لم يعد لديه ما يدافع به عن موكله بعد ثبوت سلامة قواه العقلية.
بدأت جلسة المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تم إحضار المتهم من محبسه، وقد ظهر وهو يرتدي نظارة طبية ويحمل مصحفًا بيده، وبدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم والتمتمة ببعض الأدعية.
وسلمت النيابة العامة إلى المحكمة تقرير مستشفى العباسية، الذي تم إعداده بعد إيداع المتهم لمدة 15 يومًا داخل المستشفى بناءً على قرار سابق من المحكمة بطلب من الدفاع. وقد جاء في التقرير أن المتهم لا يعاني من أي اضطرابات عقلية أو نفسية، وأنه كان واعيًا ومدركًا تمامًا أثناء ارتكابه لجرائم القتل.
استمعت المحكمة خلال الجلسة إلى مرافعة النيابة العامة، التي طالبت بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم، نظرًا لبشاعة الجرائم التي ارتكبها، والتي شملت قتل ثلاثة أشخاص بدم بارد، من بينهم زوجته، إضافة إلى اتهامات بالخطف والسرقة.
وكانت المحكمة في جلسة سابقة قد استمعت إلى شهادات 25 شاهدًا، أكدوا جميعًا في التحقيقات تورط المتهم في جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار. وكشفت أوراق القضية جنايات المنتزه ثان، أن المتهم قام بقتل كل من «م. أ. م» وهو مهندس، وزوجته «م. ف. ث»، بالإضافة إلى موكلته «ت. ع. ر»، وأقدم على إخفاء جثثهم داخل وحدتين سكنيتين قام باستئجارهما خصيصًا لهذا الغرض.
وأوضحت التحقيقات أن جثة المهندس دُفنت بأرضية شقة في منطقة العصافرة، بينما تم دفن جثتي المرأتين داخل شقة أخرى، في جرائم صدمت المجتمع المصري لبشاعتها وتنظيمها.
