بنين وروندا تحاربان الإرهاب بالتعاون العسكري المشترك

أصبحت المنطقة الحدودية الشمالية بين بنين وبوركينا فاسو، والتي تبلغ ما يقرب من 306 كيلومترات- وهي المنطقة الشرطية الطولية- خارج سيطرة القوات الحكومية بين البلدين، مع تزايد وتيرة العمليات المسلحة في بنين خلال الآونة الأخيرة.

وفي السياق ذاته، أعلن الرئيس الرواندي بول كاجامي، السبت 15 أبريل 2023، خلال اجتماعه بالرئيس البنيني باتريس تالون، عن تقديم الدعم العسكري، واللوجستي اللازم لمحاربة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة الحدودية بين بوركينا فاسو وبنين.

وعلى الفور، دفعت بنين بـ5 آلاف جندي على الحدود الشمالية لدول الساحل لتعزيز مكافحة الإرهاب والتنظيمات المسلحة المنتشرة في تلك المنطقة والوافدة من بوركينا فاسو.

ولم تستطع الحكومة في بوركينا فاسو، في إحكام السيطرة على التنظيمات الإرهابية التي تتمدد على الحدود الشمالية لدول الساحل في منطقة غرب أفريقيا، وهي: توجو وغانا وبنين وكوت ديفوار.

وفي عام 2022، أعلنت بنين، إجراء مباحثات مع رواندا حول التعاون العسكري واللوجستي لمحاربة الإرهاب والتطرف في موزمبيق وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وتعاني توجو وكوت ديفوار وبنين من هجمات للتنظيمات الإرهابية المنتشرة على طول ساحل خليج غينيا، في المقابل عززت غانا وجودها العسكري على طول حدودها الشمالية، واستطاعت إيقاف نزيف العمليات المسلحة.

وفي سبتمبر 2022، وقعت الحكومة في بنين، اتفاقية تعاون عسكري، مع رواندا، تقضى بنشر نحو 700 جندي في شمال بنين، لتقديم دعم للقوات النظامية في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية، ناهيك عن تقديم الدعم العسكري واللوجستي، في ظل ارتفاع وتيرة العمليات المسلحة، في ظل الاستهداف الدائم لشمال بنين، من قبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش في منطقة الصحراء الكبرى.

وفي ديسمبر 2021، شهدت بنين أولى الهجمات الإرهابية المتزايدة، وبخاصة في محاولة استهداف حديقة بندجاري، والموجودة في شمال غرب البلاد، الأمر الذي دفع الحكومة في بنين إلى إقامة قاعدة عسكرية تابعة لها في تلك المنطقة الملتهبة، ولكن مع مرور الوقت لم تستطع الحكومة إيقاف نزيف العمليات الإرهابية، ولكنها استمرت بل وزادت بعد اقتحام مركزي شرطة في مونسي وداساري.

وتنتشر ما تسمى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، في تلك المنطقة شمال بنين، ولكن في الآونة الأخيرة، بدأ تنظيم داعش الإرهابي أن يضع موطئ قدم في تلك المنطقة، وبخاصة جماعة عثمان دان فوديو.

قال محمد الشرقاوي، الباحث في الشؤون الإفريقية، إن تعهد الرئيس الرواندي بول كاغامي، لنظيره البنيني باتريس تالون، بتقديم دعم عسكري لمحاربة المتشددين الذين يتوافدون من بوركينا فاسو إلى حدود بنين الشمالية، يأتي كمحاولة للحدِّ من انتشار التمرد الراديكالي في منطقة غرب إفريقيا، التي شهدت الأشهر الماضية زيادة حادة في العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة وداعش في غرب إفريقيا.

وتابع الشرقاوي في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن محاولات التنسيق بين الدولتين للحصول على دعم عسكري بدأت من العام الماضي، وتزايدت مع فشل السلطات في بوركينا فاسو في احتواء التمرد، الذي يتوسع على الحدود الشمالية لأربع دول ساحلية في غرب إفريقيا، هي: بنين وتوجو وغانا وكوت ديفوار.

واستبعد الباحث بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة، حدوث نجاحات جراء هذا التعاون العسكري، كون العلاقات بين الدولتين ليست إلا ثقل إقليمي، ولن يخرج التعاون عن الإشراف والتدريب والنشر المشترك، ناهيك عن وجود أطراف دولية ذات فاعلية كبيرة في المنطقة.

وأشار إلى أن بنين أصبحت في الفترة الماضية من الدول القليلة التي تنعم باستقرار نسبي في منطقة غرب إفريقيا، وذلك منذ أن بدأت العمليات المسلحة عليها في عام 2021، من الجماعات الإرهابية التي تسعى للانتشار في منطقة ساحل خليج غينيا.

المرجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *