
نشرت جماعات إسرائيلية متطرفة فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي، ويُظهر الفيديو الذي وقف بـ “التحريض الخطير” تفجير المسجد الأقصى وتآكله بألسنة اللهب، يليه بناء الهيكل الإسرائيلي، بحسب الرواية اليهودية، ذي القبة الحديدة من بين الأنقاض. وسرعان ما انتشر الفيديو كالنار في الهشيم وأثار موجة غضب وتنديد واسعة في العالم السياسي والافتراضي.
ونشر الفيديو لأول مرة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل جماعة “نشطاء الهيكل” المتطرفة، قبل أن ينتشر على المصنات العبرية وصفحات التواصل الاجتماعي لحسابات مستوطنين إسرائيليين.
وتندرج جماعة “نشطاء الهيكل” تحت مظلة حركة متطرفة يهودية تشترك في هدفها المعلن، المتمثل في فرض سيطرة دينية يهودية حصرية على حرم المسجد الأقصى. ويظهر في الفيديو، المسجد الأقصى “ثالث أقدس موقع ديني للمسلمين” تلتهمه النيران، يليه بناء الهيكل الثالث ذي القبة الذهبية من بين الأنقاض. وتُعزف في الخلفية موسيقى درامية إلى جانب عبارة مكتوبة باللغة العبرية “في العام القادم في القدس.. المسيح الآن”، وهو الشعار المرتبط عادة بالجماعات اليهودية المسيحانية، التي تسعى إلى السيطرة الدينية الكاملة، على ما يدعوه الإسرائيليون بجبل الهيكل.
وأصدر المسؤولون الفلسطينيون والعرب إدانات مباشرة وشديدة اللهجة تعليقاً على الفيديو المتداول.
وفي رسالة نشرت نسخة منها على منصة إكس، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن الفيديو إنما هو جزء من “التحريض الإسرائيلي الممنهج، الهادف إلى تصعيد العمليات والهجمات على المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس المحتلة”.
وأدانت الخارجية الفلسطينية في منشورها الممارسات الإسرائيلية التي لم تكتف بمحاولاتها السياسية لضم الضفة الغريبة والتصريحات الإسرئيلية التي تتكرر مؤخراً حول الموضوع فحسب، وإنما تعدتها إلى “الحرب النفسية والتحريضية التي تقودها الجمعيات الاستعمارية” وسط صمت دولي، حسب بيان الخارجية.
من جانبها أدانت دول عربية مقطع الفيديو “الصادم” على حسب وصف بيانات هذه الدول وفي مقدمتها الأردن وقطر، وأدانت البيانات الصادرة عنها ما أسمتها بـ “محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى والقدس ومقدساته”.
وكما أثار الفيديو تفاعلاً واسعا بين الأوساط الإسرائيلية “المشجعة على سياسة الاستيطان” وفقاً لصحيفة هآرتس، أثار أيضاً موجة واسعة من الغضب والتنديد بين الجمهور العربي على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبره الناشطون السيناريو الأقرب لحلم المتطرفين الذين “استباحو سفك الدماء فلن يوفروا المقدسات وتفجيرها”، يقول مغردون.
ويعتبر ناشطون أن الفيديو لم يكن عبثياً لا سيما في توقيته، في ظل التصريحات الإسرائيلية المنادية لضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، والتي تتزامن مع العملية العسكرية الإسرائيلية “السور الحديدي”.
يجدر الذكر أن المسجد الأقصى في القدس يخضع لوصاية دينية أردنية منذ العام 1967، عندما أمر وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان، بعد احتلال القدس الشرقية خلال حرب الأيام الستة، أمر القوات الإسرائيلية بتسليم السيطرة الإدارية للحرم القدسي إلى الأوقاف الأردنية، كما حظر ديان صلاة اليهود في الموقع، وهو القرار الذي أرسى الترتيب القائم في الوضع الراهن، حيث يصلي المسلمون في الأقصى وفي قبة الصخرة، بينما يصلي اليهود في الحائط الغربي.
ومع بلوغ التوترات الإقليمية نقطة الغليان، يحذر المنتقدون من أن التآكل المتزايد للاتفاقيات القائمة منذ فترة طويلة بشأن أحد أكثر المواقع الدينية إثارة للجدل في العالم قد يكون له عواقب وخيمة.