
في حديثه للصحافيين مساء يوم الأربعاء 19 شباط/فبراير، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة أبرمت سنة 2020 “اتفاقية تجارية عظيمة مع الصين” وأن التوصل إلى معاهدة جديدة اليوم أمر “ممكن”، مضيفا أن بين واشنطن وبكين “بعض المنافسة لكن العلاقة التي تربطني بالرئيس الصيني ممتازة”.
من جهتها، ردت الصين على ترامب، داعية بلاده إلى إبداء “احترام متبادل” في حل النزاعات الاقتصادية، حيث قال الناطق باسم الخارجية الصينية غو جياكون “يجب على الطرفين حل مخاوفهما المتبادلة عبر الحوار والتشاور المستندين إلى المساواة والاحترام المتبادل”. ثم أضاف “لا رابح في الحروب التجارية والجمركية بل هي تساهم فقط في إلحاق الضرر في مصالح شعوب العالم بأسره”.
ومنذ بداية ولايته الثانية في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، جعل الرئيس الأميركي من الرسوم الجمركية الأداة الرئيسية لسياسته الرامية إلى خفض العجز التجاري الأميركي الكبير. وفي مطلع شباط/فبراير، فرضت إدارة ترامب رسوما جمركية إضافية بنسبة 10 % على كل المنتجات المستوردة من الصين التي تشكل البلد الذي يسجل أكبر فائض تجاري مع الولايات المتحدة على صعيد السلع (295،4 مليار دولار في 2024 بحسب مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارية الأميركية).
وشكّلت الولايات المتحدة وجهة حوالى 15 % من صادرات البلاد في 2024 حسبما أظهرت بيانات الجمارك الصينية. من جانبها، ردت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 15 % على وارداتها الأميركية من الفحم والغاز الطبيعي المسال، و10 % على النفط والسلع الأخرى (الآلات الزراعية والمركبات، وما إلى ذلك). إلا ان هذه التدابير أقل بالنسب من تلك التي فرضتها واشنطن.
وفي هذا السياق، دعا الناطق باسم وزارة التجارة الصينية واشنطن إلى “عدم إشهار عصا الرسوم الجمركية في كل مرة واستخدامها كاداة إكراه”. كما نددت الصين يوم الثلاثاء الماضي لدى منظمة التجارة العالمية ب”صدمات الرسوم الجمركية” التي ينتهجها ترامب ما قد يؤدي إلى “انكماش عالمي”.