إضافة مادة الدين للمجموع إجراء ضد المواطنة

علق الدكتور أنور مغيث الخبير التربوي، على قرار وزير التعليم بإضافة مادة الدين للمجموع في جميع المراحل التعليمية، أنه في كل بلاد العالم، التعليم يقوم بتخريج كفاءات كبيرة وبدون وجود مادة الدين، لأنه متروك للأسرة ودور العبادة، فالمدرسة تعبر عن تنوع ثقافي ومجتمعى، ولا يجب التمييز أو الفصل بينهم، أو الانحياز لدين على حساب دين أو انحياز الدين ضد العلم، وهناك مثل فرنسي يقول” المدرسة صنعت للمعرفة وليس للاعتقاد” ليس الاعتقاد الدينى فقط بل أي اعتقاد سواء سياسى أو غيره.

وأضاف مغيث أن دور المدرسة التسلح بالمعرفة والتنوع، ونحن مازلنا نكرر أخطاء الماضي، عندما تظهر سلوكيات سلبية أو أفكار غريبة، نجد الرد محاربة هذا الأمور بالدين مثل المخدرات أو غيرها، وفى الحقيقة الدين لم يقضى على هذه السلوكيات، ولكن نحن نصر على استخدام الدين مثل مزاعم محاربة الإلحاد أو المثلية، فنحن دائما نرى جرعة الدين تتزايد سواء في مادة الدين أو مواد اخرى مثل اللغة العربية وغيرها، ولم تنجح هذه الجرعة في مواجهة هذه السلوكيات، وشاهدنا في عقود ماضية كيف تم استخدام هذه الحصص في الإخلال بالمواطنة وقبول الآخر، وهذه إشكالية فعندما نجد زيادة التعصب نزيد من جرعة الدين، بدل من تقليلها ، لأن تعليم الدين بالمدارس لا يقوم على التفكير البناء والنقد، ولا يقبل الحوار أو التساؤل.

وتابع مغيث”، إذا نظرنا لمناهج التعليم في دول العالم لا نجد مثل ما يحدث لدينا، الا في الدول الدينية مثل باكستان وبنجلاديش التي تدرس الدين، ونحن نرى مردود هذا على الحياة لديهم من تدهور، وبالتالي فكرة تعظيم دور الدين في العملية التعليمية يمثل خطر على الدولة المدنية والمواطنة وقبول الآخر، فنحن نفرق بين أبناء الوطن، ويكفي التعليم الديني المنتشر من خلال المدارس والمعاهد الأزهرية، وبالتالي يجب إعادة النظر في هذه الخطوة لأننا لن ننسى أن التطرف في العقود القديمة كانت تربته بالمدارس، لاسيمًا أننا ليس لدينا ضمانات حول المعلمين المسؤولين عن تدريس الدين.

ويرى هانى إبراهيم عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن إضافة مادة الدين للمجموع في نظام البكالوريا الجديد الثانوية العامة سابقًا” تحتوي إلي مقياس غير عادل بين الطلاب المسلمين والمسيحيين. عدالة التقييم والدرجات تأتي من كون جميع الطلاب يؤدون نفس الامتحانات بنفس الأسئلة في توقيت واحد ومقياس الأسئلة ودرجة التقييم واحدة.

وتابع ” إذًا كيف سيتم الحكم علي مادة الدين وأسئلتها ستكون مختلفة من الطالب المسلم عن الطالب المسيحي؟ كيف ستتساوى القيم ودرجة الصعوبة أو السهولة وكيف سنحكم أن هذا الطالب أفضل من ذلك الطالب، فالأمر يحتاج إعادة النظر حتى لا يُقال ان هناك مادة أصعب من الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *