إذا ما علمنا أن محتوى الزئبق في كل علبة من أصل علبتين من التونة، يتجاوز الحد الأقصى المسموح به أي 0.3 مليغرام في الكيلوغرام الواحد، بحسب تحاليل أجرتها منظمتا “بلوم” و “فودواتش” البيئيتان في عدة دول أوروبية، استنتجت أن “100⁒ من علب التونة ملوثة بالزئبق”. نبّهت المنظمتان غير الحكوميتين يوم الثلاثاء في 29 أكتوبر 2024 إلى أن التونة المعلّبة ملوثة إلى حد كبير بمادة الزئبق الضارة بالصحة، داعية التجار والسلطات العامة إلى “اتخاذ تدابير طارئة” من بينها خفض حدود الزئبق القصوى المسموح بها.
أجريت التحاليل التي قامت بها “بلوم” في مختبر مستقل على 148 علبة اختيرت عشوائياً في خمس دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا وإنكلترا وإسبانيا وإيطاليا.
ولاحظ تحقيق “بلوم” و”فودواتش” أن “المستويات القصوى للزئبق في سمك التونة المعمول بها حاليا في أوروبا حُدِّدَت على أساس معدل تلوث سمك التونة وليس على أساس الخطر الذي يمثله الزئبق على صحة الإنسان، وذلك لضمان بيع 95 في المئة من سمك التونة”.
ثم حُدِّدَت بميلغرام واحد 1 في الكيلوغرام من “وزن السمكة الطازجة” وليس في المنتج النهائي في العلبة.
وهذا هو السبب، بحسب الجمعية، وراء السماح في سمك التونة، وهو أحد أكثر الأنواع تلوثا، “بحدّ أقصى لتحمل الزئبق أكبر بثلاث مرات من الأنواع الأقل تلوثا”.
كذلك رأت المنظمتان غير الحكوميتين أن “ما مِن سبب صحي يبرر هذا الفارق: فالزئبق ليس أقل سمية إذا تم تناوله عن طريق التونة، فقط تركيز الزئبق في الطعام هو المهم”.
وإذ وصفت المنظمتان هذا الأمر بـ”فضيحة صحة عامة حقيقية”، دعتا إلى اتخاذ “تدابير طارئة”، وطالبتا المفوضية الأوروبية بجعل النسبة المسموح بها في التونة متوافقة مع المستوى الأقصى الأكثر صرامة الذي حددته للأنواع الأخرى، أي 0,3 ميلغرام في الكيلوغرام.
من جهة ثانية، تصنّف منظمة الصحة العالمية الزئبق الموجود خصوصا في الرواسب الجوية من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، ضمن المواد العشرة الأكثر إثارة للقلق على الصحة العامة.
علماً أن الزئبق يمتزج في البِحار بالبكتيريا ويتحول إلى ميثيل الزئبق، وهو مشتق أكثر سمية، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن “الزئبق الأولي وميثيل الزئبق مضرّان بالجهاز العصبي، ويمكن ملاحظة الاضطرابات العصبية والسلوكية بعد التعرض لها”.