وفاة الشاعر العُماني زاهر الغافري في السويد

رحل صباح اليوم عن عالمنا الشاعر العُماني الكبير زاهر الغافري عن عمر يناهز 68 عاماً، بعد صراع مع المرض في مقر إقامته  بدولة السويد، تاركاً خلفه إرثاً ثقافية أغنى به الساحة الشعرية العربية بأكثر من 12 مجموعة شعرية تُرجم البعض منها إلى لغات أجنبية.ولد الغافري عام 1956 في سلطنة عُمان، وأتم دراسته الجامعية في قسم الفلسفة في جامعة محمد الخامس بالرباط في المغرب.

تجول الشاعر وتنقل كثيراً بين العراق والمغرب وباريس ولندن والسويد، لكنه ما انفك بأن يعود إلى موطنه في قرية سرور بسلطنة عمان.

وقد مكنه هذا الترحال الدائم من مراكمة نتاج فكري وخبرة ومسيرة طويلة في الاستكشاف و”تنوع الأمكنة”، حتى كان بإمكان القارئ لأعماله أن يستشف من خلف الأسطر جمال المكان الذي أبدع نصوصه فيه.

له العديد من الأعمال الشعرية نستذكر منها “أظلاف بيضاء”، “الصمت يأتي للاعتراف”، “أزهار في بئر”، “في كل أرض بئر تحلم بالحديقة”، “حياة واحدة، سلالم كثيرة”، كما صدرت له مجموعة شعرية “صناع الأعالي” (2021) عن دار حطوط بالأردن، وترجمت بعض أعماله إلى لغات أجنبية عدة بين الإسبانية والإنجليزية والألمانية والسويدية والفارسية والهندية والصينية.

وحمل أحد دواوينه الشعرية عنوان “هذيان نابليون و”لعلنا سنزداد جمالاً بعد الموت”، الذي صبغه الغافري بأسلوبه الساخر الطريف، موظفاً فيه الكوميديا السوداء التي عُرف ببراعته فيها.

ظل مميزاً، يسلك الطريق الذي يراه صالحا له، دون وصاية من أحد، يخط لوحده ما يريده وما يراه، البياض وحده يليق به، فظل قلبه ناصع البياض مميزا في كل شيء، لا يخالج قناعته شيء، لا يواري ولا يجامل في اعتقاداته النابعة من عمق تفكيره وثقافة راسخة

وأعلنت وسائل الإعلام المحلية نقِل الشاعر زاهر الغافري الأسبوع الماضي إلى وحدة العناية المركزة بأحد مستشفيات مالمو السويدية، بعد تدهور حالته الصحية إثر صراع مع مرض تليف الكبد، حيث شخصت حالته الطبية ب”تعطل كامل في وظائف الكبد” وفق مصادر مقربة عنه..

وفي صباح السبت الموافق لـ 21 سبتمبر/أيلول، رحل الغافري تاركاً خلفه إرثاً كبيراً متنوعا بين القصائد الصغيرة والمتوسطة وأخرى طويلة، حاكى من خلالها الواقع وحكايات الترحال والسفر مبتدعاً لغة للمنفى.

وفي نعيه، قال الروائي اليمني علي المقري في منشور على منصة إكس أن الغافري “غادرنا دون تلويحة وداع أو سهرة أخيرة نتبادل فيها هذياناتنا الأخيرة”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *