
من خلال مقال لرئيس التحرير كلاوديو تشيرازا، أطلقت صحيفة (إل فوليو) الإيطالية نداءً مثيرا للجدل، يقضي بمنح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جائزة نوبل للسلام.
وذكّر تشيرازا في مقاله الذي صدر في عدد الثلاثاء، كيف أنه “على مدى السنوات الـ12 الماضية، أقدمت اللجنة النرويجية في كثير من الأحيان على اختيارات شجاعة، ومكافأة الشخصيات والأفراد والكيانات القادرة على الإدلاء بشهادتها، بقوة قصصها، مثالها، بطولاتها وعملها، وهو الجانب الذي يحظى بأهمية كبيرة دولياً”، فـ”الرأي العام الدولي غير قادر دائماً على ربط كلمة السلام بالحرية”.
وقال مدير تحرير الصحيفة، إن “في عالم اليوم يمكن أن تكون هناك قصصاً صغيرة عديدة قادرة على الشهادة في جميع أرجاء المعمورة، على المعارك الكبرى التي تم خوضها دفاعاً عن الحرية. لكن لا توجد قصة ذات قوة تعادل قصة شخصية ظلت منذ عامين تفعل أكثر من أي شخص آخر، لحماية حريتنا، حرية شعبها والدفاع عن النظام الليبرالي العالمي الذي يقوم على الدفاع عن السلام كركيزة له”.
وأشار تشيرازا إلى أن “هذه الملامح تتطابق تمامًا مع وجه فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، فلا يوجد أحد في العالم قام بأكثر منه لإرسال رسالة إلى الحكام المستبدين في جميع البلدان، من أردوغان إلى شي جين بينغ، مروراً ببوتين، وبشكل واضح، تنص على أن الغرب ليس واهنا كالزبدة، فالديمقراطية تجيد الدفاع عن نفسها، والمجتمع المنفتح يمتلك الأجسام المضادة للرد على العدوان”، وأن “على الأنظمة غير الليبرالية التي تريد استخدام القوة لفرض قانونها أن تعلم أنها ستجد جدارًا متينًا يتألف من كل من يريد الدفاع عن السلام”.
وذكر مدير التحرير الإيطالي، أن “زيلينسكي، قد نجح بضربة واحدة، في تقليص الأحلام التوسعية لروسيا فلاديمير بوتين، أعطى الناتو جرعة جيدة من إكسير الحياة، دفع الدول المحايدة لاختيار أحد الطرفين، أتاح كشف البلهاء المفيدين للديكتاتوريات، أجبر الاتحاد الأوروبي على تحرير نفسه من التبعية الروسية”.
وخلص تشيرازا الى القول، إن زيلينسكي “ذكّر العالم بأن المجتمعات المنفتحة، على الرغم من محدوديتها، رذائلها ومشاكلها، تعرف أنه عندما تتعرض حدود الديمقراطيات للهجوم، يكون التلويح بالأعلام البيضاء إزاء تلك الاعتداءات، على غرار ما اقترحت هيئات دولية للسلام المنافق في الأشهر الأخيرة، هو أسوأ وسيلة لحماية السلام”.