مدير الادارة التعليمية هشام عبد العزيز يقتل مدرس بكلمات مهينة

في واقعة مأسوية أدمت قلوب أهالي مركز دير مواس بمحافظة المنيا، فارق الحياة الأستاذ إسماعيل حلمي، مدير التعليم الإعدادي والثانوي بالإدارة التعليمية بالمركز، إثر أزمة قلبية مفاجئة بعد تعرضه لإهانة علنية من مدير الإدارة التعليمية، حسام عبدالعزيز، خلال اجتماع إداري ساخن.

لقد أثارت هذه الحادثة استياءً واسعًا ليس فقط بين المعلمين، بل بين قطاعات واسعة من المجتمع المحلي الذي رأى في إسماعيل حلمي نموذجًا للمعلم القدير والإنسان الخلوق.

بدأت المأساة عندما انعقد اجتماع إداري في مبنى الإدارة التعليمية بدير مواس، حضره إسماعيل حلمي مع عدد من مديري المدارس لمناقشة قضايا إدارية تتعلق بالعملية التعليمية في المركز. إلا أن الاجتماع سرعان ما تحول إلى مشادة كلامية ساخنة، بعد أن بدأ مدير الإدارة، حسام عبدالعزيز، بمهاجمة الحضور بلهجة حادة.

وحاول إسماعيل حلمي التدخل لتهدئة الوضع والدفاع عن زملائه من المعلمين ومديري المدارس، لكن رد الفعل جاء قاسيًا وغير متوقع. وفقًا لشهود العيان، صرخ المدير في وجه إسماعيل حلمي قائلاً: “أنت طيشة أنت أراجوز ولا إيه يعني؟”، ثم تابع: “عليَّ الطلاق لتمشي من الاجتماع”. تلك الكلمات المهينة كانت كافية لدفع القبطي اسماعيل حلمي لمغادرة الاجتماع تحت تأثير الإهانة العلنية.

وفي اليوم التالي، فوجئ إسماعيل حلمي بقرار نقله من منصبه كمدير للتعليم الإعدادي والثانوي إلى منصب أقل شأنًا، كمدرس في المرحلة الإعدادية، مما زاد من معاناته النفسية والجسدية، إلى أن توقف قلبه بشكل مفاجئ وفارق الحياة.

سرعان ما انتشرت الأخبار بين المعلمين وأهالي المنطقة، ما أثار موجة من الغضب والحزن. المعلمون ومديرو المدارس رأوا في وفاة إسماعيل حلمي نتيجة مباشرة للضغوط النفسية التي تعرض لها والإهانات العلنية التي واجهها. كما عبروا عن استيائهم الشديد من السلوك المتعجرف لمدير الإدارة التعليمية.

تحدث أحمد مرسي، أحد زملاء الراحل، قائلا بأن: “ما حدث مع إسماعيل ليس مجرد حادث عرضي، بل جريمة إدارية بحق كل معلم في هذه الإدارة. لقد رأينا كيف كان يكرس كل وقته وجهده لخدمة التعليم وتحسين أوضاع المعلمين، لكن للأسف، نظام الإدارة القمعي الذي يتبعه بعض المسؤولين لم يترك له مجالاً للبقاء”.

من جانبه، أشار محمد علي، مدير إحدى المدارس، إلى أن “إسماعيل كان يحمل على عاتقه هموم المعلمين كافة. كان معروفًا بين الجميع بطيبته ورغبته الصادقة في تحسين البيئة التعليمية، لكن ما حدث له من إهانة كان القشة التي قصمت ظهره”.

في رد فعل سريع على الأحداث، عقدت اللجنة النقابية للمعلمين اجتماعًا طارئًا في ملوي بحضور العشرات من المعلمين ومديري المدارس. والاجتماع كان فرصة للتعبير عن الغضب الجماعي من التعامل الإداري الذي أودى بحياة إسماعيل حلمي. وطالب الحاضرون بفتح تحقيق عاجل وشامل في الواقعة، ومحاسبة المسؤولين عن وفاة زميلهم.

وقال محمود عادل، أحد المعلمين بأن: “ما تعرض له إسماعيل حلمي يجب ألا يمر مرور الكرام. نحن بحاجة إلى إصلاحات جذرية في طريقة إدارة المؤسسات التعليمية، وإلى حماية المعلمين من التجاوزات الإدارية التي قد تؤدي إلى مثل هذه الكوارث”.

وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيرًا مع الحادثة، حيث تداول المواطنون برقيات العزاء وانتقادات لاذعة لمدير الإدارة التعليمية. وغردت سمر حسن، معلمة بإحدى المدارس الإعدادية بدير مواس، قائلة: “إهانة المعلمين أصبحت سمة لبعض المسؤولين. ما حدث لإسماعيل حلمي هو نتيجة لتجاوزات عديدة يجب الوقوف ضدها”.

وفي ظل هذه الضغوط المتزايدة، أصدر الدكتور محمد زهران، الأمين العام للجنة التعليم بالجبهة الديمقراطية المصرية، بيانًا يعرب فيه عن حزنه العميق لوفاة إسماعيل حلمي.  كما أشاد زهران بقرار وزارة التربية والتعليم الذي استجاب سريعًا لمطالب المعلمين، باستبعاد حسام عبدالعزيز من منصبه كمدير للإدارة التعليمية بدير مواس وإحالته للتحقيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *