
أوقفت الاستخبارات الأمريكية الإثنين شخصا يدعى رايان روث يشتبه أنه أطلق النار قرب منزل دونالد ترامب في منطقة “بالم بتش” بولاية فلوريدا. وسارع الرئيس الأمريكي السابق إلى طمأنة أنصاره بأنه لم “يصبه أي أذى”. فيما قامت الفرقة المكلفة بحماية الملياردير الأمريكي بإطلاق النار على المشتبه به وتوقيفه. وهي ثاني محاولة اغتيال تستهدف ترامب وتأتي قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية. أهم ما نعرفه عن الحادثة.
نجا دونالد ترامب مرشح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية الأمريكية مما بدا أنها محاولة اغتيال ثانية الإثنين بالقرب من ملعب “الغولف” الذي يملكه في ولاية فلوريدا.
وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي (آف بي آي) أن ما تعرض له ترامب هو “محاولة اغتيال”. لكنه لم يقدم معلومات أكثر عن هذا الحادث الذي يأتي بعد نحو شهرين من تعرض ترامب إلى طلقة رصاص من قبل مجهول خلال تجمع انتخابي له في ولاية بنسلفانيا التي تعد من بين الولايات “المتأرجحة” في هذه المعركة الانتخابية.
وبوقوع هذا الحادث، تتجدد المخاوف بارتفاع درجة العنف السياسي الذي أصبح يميز الحياة السياسية الأمريكية مع مقربة الانتخابات الرئاسية والصراعات المحتدمة بين أنصار الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لا سيما في الولايات “المتأرجحة” التي لم تختر بعد المرشح الذي ستصوت عليه في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وإليكم أبرز المعلومات المتعلقة بهذا الحادث الذي قد يأجج الوضع السياسي المتدهور أكثر في الولايات المتحدة الأمريكية الذي جاء وسط مخاوف متزايدة بشأن سلامة المرشحين للرئاسة الأمريكية.
- ماذا وقع بالضبط؟
أطلق شخص مجهول النار ظهر الأحد قرب ملعب الغولف الذي كان يتواجد فيه دونالد ترامب في “بالم بيش” بولاية فلوريدا.
و صرح رئيس الشرطة في مقاطعة بالم بيتش ريك برادشو أن عناصر من الفرقة المتخصصة بحماية ترامب رأوا شخصا وهو يصوب سلاحه عبر السياج باتجاهه عندما كان يمارس رياضة الغولف.
فيما وقع تبادل لإطلاق النار بين عناصر من هذه الفرقة والشخص المجهول الذي لاذ بالفرار على متن سيارة تاركا وراءه بندقية من نوع “إي كي 47” (معروفة باسم الكلاشنيكوف أو البندقية الروسية) وحقيبتين، إضافة إلى عتاد مخصص للتسجيل.
ومباشرة بعد وقوع الحادث، بعث ترامب برسالة لمناصريه قال فيها: “سمعنا صوت طلقات رصاص بجوار المكان الذي كنت أتواجد فيه. أريد قبل كل شيء أن تعلموا: أنا بخير وفي صحة جيدة. لا شيء يمكن أن ينال من عزيمتي أو يوفقني. لن استسلم أبدا”.
تداولت وسائل إعلام أمريكية اسم رايان ويسلي روث (58 عاما) الذي أجرت معه وكالة الأنباء الفرنسية مقابلة عام 2022 في كييف حيث ذهب لدعم الشعب الأوكراني، على أنه المسلح الذي أطلق النار على تخوم ملعب الغولف الخاص بترامب.
من جهتها، أوردت شبكتا “سي إن إن” و”سي بي إس” أن روث كان يعمل لحسابه الخاص في بناء مساكن ميسورة الكلفة في هاواي، ولديه سجل إجرامي طويل وهو ينشر بانتظام مقالات عن السياسة والأحداث الجارية، وينتقد أحيانا ترامب المرشّح الجمهوري للرئاسة الأمريكية.
فيما أعرب روث بوضوح عن دعمه لأوكرانيا بعد الغزو الروسي في منشور على منصة ” إكس” في آذار/مارس 2022. كما أكد أيضا في لقاء مع صحيفة نيويورك تايمز “أنا مستعد للسفر إلى كراكوف والذهاب إلى حدود أوكرانيا للتطوع والقتال والموت”.
وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية في نفس العام “بوتين إرهابي ويجب وضع حد له، لذلك نريد من الجميع في كل أنحاء العالم أن يتوقفوا عما يفعلونه وأن يأتوا إلى هنا الآن”.
أعلنت مصالح الأمن الأمريكية بأنها فتحت تحقيقا لما سمته بمحاولة “اغتيال الرئيس الأمريكي السابق”. من جهتها، أكدت وحدة الخدمة السرية المتخصصة في حماية الرئيس الأمريكي والرؤساء الأمريكيين السابقين وكبار المسؤولين في الدولة أنها فتحت بدورها تحقيقا فيما يتعلق بـ”الطلقات النارية”.
فيما طالبت السلطات المحلية كل شخص يستطيع أن يقدم تفاصيل ومعلومات أكثر عن الحادث بالاتصال مباشرة بمكتب التحقيقات الفيدرالي.
ومثل المشتبه به رايان روث أمام محكمة اتحادية الإثنين حيث تم توجيه تهمتين ضده تتعلقان بارتكاب جرائم بسلاح ناري.
ومن المرجح على ما يبدو توجيه المزيد من التهم، لكن التهمتين الموجهتين حتى الآن – وهما وفقا لوزارة العدل الأمريكية حيازة مجرم مدان لسلاح ناري وحيازة سلاح ناري برقم متسلسل مطموس- ستسمحان للسلطات بإبقائه قيد الاحتجاز مع استمرار التحقيق.
مباشرة بعد وقوع حادث إطلاق النار قرب ملعب “الغولف” الذي كان يتواجد فيه دونالد ترامب، أدانت مرشحة الديمقراطيين ومنافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس محاولة الاعتداء هذه على خصمها بالقول “العنف لا مكانة له في أمريكا”.
وكتبت هاريس على “إكس”: “أخبرت بطلقات الرصاص قرب منزل ترامب في فلوريدا. أنا سعيدة كونه لم يصبه بأي أذى. لا مكان للعنف في أمريكا”.
من ناحيته، عبر جو بايدن، الرئيس المنتهية ولايته عن ارتياحه لعدم “إصابة دونالد ترامب بأي أذى” فيما أشاد بـ”العمل الذي قامت به “الاستخبارات الأمريكية وقوات الأمن”. كما أكد البيت الأبيض في بيان أن “لا مكان للعنف السياسي ولا لأي عنف أخر في بلادنا”.
وغداة حادث إطلاق النار قرب منزل ترامب، توالت ردود الفعل الدولية المنددة بمحاولة اغتيال ترامب، إذ قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة على “إكس”: “لا مكان للعنف السياسي في أي منطقة من العالم. إنه شيء جيد أن يتم توقيف المشتبه به”.
ولم يتطرق زيلينسكي إلى العلاقة المحتملة التي قد يملكها المشتبه به مع أوكرانيا بالرغم من حديث عدة وسائل إعلام، بما فيها وكالة الأنباء الفرنسية، عن مساندته الكبيرة لأوكرانيا.
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فقال من روما حيث يلتقي بنظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني “من المهم أن نصرح بقوة بأن العنف لا مكانة له في أي عملية ديمقراطية”.
فرانس24