تستمر المعارك العنيفة في مدينة الفاشر جنوب غرب السودان حيث قامت قوات الدعم السريع، السبت، بشن هجوم كبير حققت من خلاله تقدماً وسيطرت على مواقع عسكرية في المدينة، بينما أغار الطيران الحربي التابع لقوات الجيش السوداني على المناطق الشرقية والجنوبية للفاشر مما أدى إلى سقوط ضحايا بين صفوف المدنيين.وأفاد شهود عيون بسماع أصوات “المضادات الأرضية” التي دوت عقب الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع، فيما لم يتم بعد تحديد حصيلة القتلى.
وعلى أثر اشتداد المعارك في الفاشر في الأيام الأخيرة، شهدت المنطقة موجة نزوح شديدة إلى المناطق المجاورة. وبات عدد من أحياء الفاشر خالية تماماً من السكان فيما تحولت منطقة السوق الرئيسي وسط المدنية إلى “مكان مدمر لا يطاق من شدة الانفجار” بحسب شهود العيان.
وفي تطورات ميدانية أخرى، سُمع دوي “انفجارات قوية حول منطقة سلاح المدرعات جنوب العاصمة الخرطوم” وتم رصد تصاعد كثيف للدخان وتحليق للطيران العسكري التابع للجيش، تلاه سماع أصوات قصف في وسط الخرطوم.
من جهته، أعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو عن “قلق بالغ إزاء الهجمات الجديدة لقوات الدعم السريع”، في مدينة الفاشر، ودعى الدعم السريع لـ”وقف هجومها”.
ونشر مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية صوراً للأقمار الاصطناعية رصدت آثار الدمار الهائل نتيجة للقصف الجوي ونيران المدفعية الثقيلة و”المعارك واسعة النطاق والغير مسبوقة” بين الدعم السريع والجيش السوداني في مدينة الفاشر.
وتعد مدينة الفاشر العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم محاصرتها لها منذ أيار/مايو الماضي.
فيما تشهد عموم البلاد حرباً مستعرة منذ نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وأسفرت الحرب عن عشرات الآلاف من القتلى ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص، بحسب الإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة.