
رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الخميس 23 أكتوبر/تشرين الأول طلب قدمته “رابطة الصحفيين الأجانب” في القدس للسماح للصحفيين بالوصول الفوري إلى قطاع غزة، الذي يعيش تحت حصار إسرائيلي شامل منذ أكثر من عامين، يشمل تقييد تل أبيب لدخول المساعدات الإنسانية وصولا إلى منع دخول الصحفيين.
وكانت الرابطة، التي تمثل وسائل الإعلام الدولية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، تأمل أن توافق المحكمة على التماسها، فمنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، منعت السلطات الإسرائيلية كليا الصحفيين العاملين في وسائل الإعلام الأجنبية من الدخول المستقل إلى القطاع المدمر والمحاصر، ما جعل نقل الأخبار مقتصرا على الصحفيين الفلسطينيين المتواجدين هناك بالفعل، مع العلم أن عدد الصحفيين الذين قتلوا في قطاع غزة بنيران إسرائيلية تجاوز 240 صحفيا حتى تموز/يوليو الماضي.
واتهمت إسرائيل أيضا باستهداف الصحفيين بشكل خاص، وآخر مثال على ذلك مقتل الصحفي الفلسطيني أنس الشريف إلى جانب خمسة صحفيين آخرين من طاقم شبكة الجزيرة، عندما أغارت إسرائيل على خيمة الإعلاميين أمام مدخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة في 11 تموز/آب الماضي.
واعترف الجيش الإسرائيلي رسميا، آنذاك، باستهداف أنس الشريف، واصفا إياه بـ”الإرهابي“، وفجر هذا الاغتيال موجة إدانات واسعة، إذ قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه “يجب أن يتمكن الصحفيون من أداء عملهم بحرية دون أن يستهدفوا“. ولم تسمح إسرائيل سوى لعدد قليل من المراسلين بمرافقة قواتها داخل القطاع، مع النظر في كل طلب على حدة.
من جهتها، أعلنت تانيا كريمر، رئيسة الرابطة، في بيان نشر قبل انعقاد الجلسة وقبل رفض المحكمة الإسرائيلي للطلب “إننا مسرورون للحصول أخيرا على هذه الجلسة”، مضيفة “نأمل أن يوافق القضاة سريعا على طلبنا بالدخول إلى غزة“، وتابعت “حان الوقت لترفع إسرائيل الحصار وتدعنا نقوم بعملنا إلى جانب زملائنا الفلسطينيين“.
وبعد صدور قرار المحكمة، نشرت الرابطة بيانا قالت فيه إنها تشعر “بخيبة أمل من قرار المحكمة”، مشيرة إلى أن الأخيرة منحت “الحكومة الإسرائيلية مهلة 30 يوما لتقديم موقف واضح”، مضيفة أن إسرائيل “اعتمدت مرة أخرى على أساليب المماطلة لمنع دخول الصحفيين“.
كما أدانت الرابطة “عرقلة إسرائيل، على مدى عامين، حق الوصول إلى المعلومة والخبر”، معتبرة موقفها “غير مقبول على الإطلاق“. ويذكر ان رابطة الصحافة الأجنبية طلبت مرارا خلال السنتين الماضيتين الدخول إلى قطاع غزة، وأوضحت أن “هذه الطلبات تم تجاهلها مرارا، فيما جازف زملاؤنا الفلسطينيون بحياتهم لتقديم تقارير شجاعة دون توقف من غزة“.
كما دعت 27 دولة بينها فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا في تموز/آب الماضي، اسرائيل إلى “السماح فورا بدخول وسائل الإعلام الاجنبية الى غزة وحماية الصحافيين في القطاع“. وفي نفس السياق، شاركت يوم الاثنين 1 سبتمبر/أيلول الماضي، 250 وسيلة إعلامية في حملة دولية للتنديد بقتل الصحفيين الفلسطينيين في غزة، شملت منابر إعلامية من 70 دولة. وقالت المبادرة في رسالتها “بالمعدل الذي يُقتل فيه الصحفيون على يد الجيش الإسرائيلي في غزة، لن يبقى أحد لينقل ما يحدث“.
			
			
			