
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المتحف المصري الكبير مساء السبت في احتفالية رسمية عالمية حضرها رؤساء دول وشخصيات سياسية وثقافية مرموقة، لتكون مصر أمام مشهد ثقافي تاريخي استثنائي بعد أكثر من عشرين عاماً من التخطيط والتأخير. وجاء افتتاح المتحف ليقدم نموذجاً فريداً للتراث المصري الذي يمتد لما يقرب من سبعة آلاف عام، من العصور السابقة للأسرة الأولى مروراً بالعصور الفرعونية وصولاً للعصور اليونانية والرومانية.
وسجلت الصحف العالمية حضور الحدث بإسهاب، مشيرة إلى العروض الضوئية والطائرات المسيرة التي أضاءت سماء الجيزة بصور للآلهة الفرعونية والأهرامات، ما أضفى جواً حضارياً متكاملاً يعكس عبقرية التصميم المعماري للمتحف. وأوضحت وكالة “أسوشييتد برس” أن المتحف المصري الكبير يمثل فرصة نادرة لتقديم المقتنيات الأثرية بطريقة حديثة، كما يعد منصة لإبراز الثقافة المصرية أمام العالم.
وأبرزت صحيفة “بي بي سي” قرب المتحف من هرم خوفو الأكبر وربطه بعجائب الدنيا القديمة، مشيرة إلى أن المعروضات تضم نحو 100 ألف قطعة أثرية تشمل المجموعة الكاملة لمقبرة توت عنخ آمون، بما في ذلك القناع الذهبي والعرش والعربات الملكية، وهي أول مرة تُعرض مجتمعة منذ اكتشافها على يد هوارد كارتر.
فيما اعتبرت “رويترز” افتتاح المتحف رمزاً للفخر الوطني وفرصة لإحياء السياحة الثقافية في مصر، مؤكدة أن المشروع يضم تمثال رمسيس الثاني الضخم وعدداً من القطع النادرة التي لم تُعرض من قبل.
أما وكالة “فرانس 24” فقد أكدت أن المتحف المصري الكبير يمثل إنجازاً حضارياً وعملياً، بقيمة مليار دولار، مع مرافق متكاملة تشمل صالات عرض للأطفال، ومراكز تعليمية وبحثية، ومساحات واسعة للمعارض الدائمة.
فيما أشارت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إلى أن مساحة المتحف تتجاوز مساحة مدينة الفاتيكان، وعدد القطع الأثرية فيه يفوق مجموع محتويات متحف اللوفر، ما يجعله بحق “الهرم الرابع” الذي يجمع بين الأصالة والحداثة.
شبكة “CNN” وصفت الافتتاح بأنه حدث أثري وسياحي استثنائي بعد عقدين من الانتظار، معتبرة أن المبنى يعكس الحضارة المصرية بطريقة تُليق بالفراعنة. وأبرزت الصحيفة التفاعل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى الجملة التي لاقت توافقًا بين النشطاء: “مصر جاءت ثم جاء التاريخ”، في إشارة إلى عظمة الحدث وثراء المقتنيات.
وركزت شبكة “CBS” على أن المتحف يُعد الأكبر عالمياً المخصص لحضارة واحدة ويغطي نحو 7,000 عام، مع الإشارة إلى المعالم البارزة مثل المسلة المعلقة لرمسيس الثاني والسلم الكبير المؤدي إلى صالات العرض
“يورو نيوز” أكدت أن المتحف المصري الكبير، الذي استغرق بناؤه 20 عاماً وبلغت تكلفته مليار دولار، يُعد أكبر متحف عالمي مخصص لحضارة واحدة، ويضم 50,000 قطعة أثرية، مشيرة إلى أن المتحف سيستقطب ملايين الزوار سنوياً ويشكل حدثاً بارزاً على صعيد الثقافة والحضارة.
وشهد المتحف المصري الكبير تغطية واسعة عبر “بلومبرج” و”دايلي نيوز”و“الغارديان“، حيث اعتبرت الشبكة البريطانية “BBC” زيارة المتحف تجربة لا تتكرر، مؤكدين أنه يجمع بين الحضارة القديمة والتصميم الحديث بطريقة متفردة تجعل منه وجهة لا بد من زيارتها لكل عشاق التاريخ والثقافة.
أشارت وكالة “DW” إلى أن المتحف المصري الكبير يمثل محطة مهمة في إحياء التراث الثقافي المصري، ويضم أكثر من 100,000 قطعة أثرية، بما فيها جميع كنوز مقبرة توت عنخ آمون البالغ عددها 5,600 قطعة، موفراً مساحات عرض متطورة ومرافق بحثية، مؤكدة أن المشروع يجمع عظمة الماضي بإبهار المستقبل.
وأوضحت صحيفة “Le Figaro” أن المتحف المصري الكبير، الذي استغرق بناؤه نحو عشرين عامًا وبتكلفة تجاوزت مليار دولار بدعم فني ومالي من اليابان، يمثل فصلًا جديدًا في تاريخ مصر الحديث والقديم. الجدير بالذكر أنّ المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه رسمياً للجمهور يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، متوقعاً استقبال ملايين الزوار سنوياً، في حدث يرسخ المكانة الحضارية لمصر على خريطة السياحة العالمية ويقدم نموذجاً يحتذى به في عرض التراث الحضاري بمستوى دولي.
