
في وقت يشهد الطب سباقاً عالمياً نحو العلاجات الجينية والذكاء الاصطناعي، عادت بكتيريا قديمة لتذكّر بأن أبسط اللقاحات ما تزال خط الدفاع الأول ضد الأمراض. وخلال الأيام الماضية، أعلنت وزارة الصحة الجزائرية تسجيل حالتَيْ وفاة بمرض الدفتيريا، المعروف أيضاً باسم “الخُنّاق”، في ولاية سكيكدة شرقي البلاد، في أول تفَشٍ من نوعه منذ عقود.
وقالت الوزارة إنها شكّلت خلية أزمة في مديرية الصحة والسكان بالولاية لمتابعة الوضع الوبائي واتخاذ الإجراءات الوقائية بالتنسيق مع السلطات المحلية. وأوضحت أن حملة تلقيح استباقية شملت أكثر من 500 شخص، مؤكدة أن الوضع “تحت السيطرة” وأن المراقبة الميدانية مستمرة بشكل يومي.
المرض الذي كانت الجزائر قد قضت عليه منذ منتصف القرن الماضي بفضل برامج التطعيم الوطنية، عاد اليوم ليذكّر بخطورة تراجع معدلات التلقيح في بعض المناطق النائية.
ويأتي ذلك بعد أسابيع من تسجيل موريتانيا تفشياً مماثلاً أودى بحياة 15 شخصاً وأصاب أكثر من 200 آخرين، في ولايتَيْ الحوضين والعصابة، جنوب شرق البلاد، ما أثار مخاوف من عودة أمراض يفترض أنها اختفت مع تطور أنظمة الصحة العامة في المنطقة.
