بعيون متورمة من الضرب المبرح الذي تتعرض له ليلًا نهارًا، وقفت الفتاة صاحبة الـ10 سنوات داخل النيابة العامة بشمال القاهرة، تروي تفاصيل مأساتها مع والدها الذي أذاقها كؤوسًا من العذاب.
تروي الفتاة بصوت حزين، أنها تعرضت لانتهاكات عدة من مصدر الأمان الوحيد لها، فهي لا تعلم شيء عن والدتها منذ 7 سنوات، وتقيم مع والدها الذي اعتاد أن ينام على صوت بكائها بعد “حفل تعذيب” يقيمه يوميًا داخل منزله.
أزاحت الفتاة خصلة من شعرها القصير، كاشفةً عن جرح عميق برأسها حدث بسبب اعتداء والدها عليها بسلاح أبيض – سكين – وشومة وعند بكائها عاقبها بحلق شعرها تمامًا. وروت الطفلة، أنها حاولت التخلص من حياتها مرارًا، وفي المرة الأخيرة أنقذها الجيران بعدما شاهدوها تضع سم فئران داخل كوبًا من المياة لتتناوله وتغادر المنزل الذي شهدت جدرانه على تعذيبها.
وعن مصير الطفلة، يقول محمد عوضين المحامي، إنه من المتوقع خلال الساعات القليلة المقبلة، أن يتم تسليم الطفلة لوالدتها أو أسرة الأم، موضحًا أنه يوجد سيناريو آخر وهو إيداع الطفلة بإحدى دور الرعاية باعتبارها الملاذ الآمن لها في تلك الحالة وستقدم لها الدعم والرعاية الكافية.
ويتابع المحامي، أن الأب يواجه عقوبات مشددة في حالة أنه أحدث عاهة مستديمة بطفلته. وأمرت نيابة شمال القاهرة، بحبس شخص، 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ على خلفية اتهامه بتعذيب ابنته صاحبة الـ 10 سنوات، بمنطقة الزاوية الحمراء، كما استعجلت النيابة تحريات رجال المباحث حول الواقعة.
كما أمرت النيابة، بعرض المجني عليها على مصلحة الطب الشرعي؛ لتوقيع الكشف الطبي عليها وتحديد إصاباتها وسبب وكيفية حدوثها، واستدعت جيران الأب المتهم لسماع أقوالهم حول الواقعة. وكشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، ملابسات تداول منشور على إحدى الصفحات عبر موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” يتضمن تعرض طفلة للتعذيب من قبل والدها بالقاهرة.
وبالفحص ومن خلال التعامل الفنى أمكن تحديد الطفلة المذكورة وتبين أنها مقيمة بدائرة قسم شرطة الزاوية بالقاهرة، مصابة بكدمات متفرقة بالجسم “تم إسعافها بإحدى المستشفيات” وبسؤالها قررت بقيام والدها بمداومة التعدى عليها بالضرب بالأيدى نتج عن ذلك إصابتها المنوه عنها.
وباستدعاء والدها ومواجهته، قرر بارتكابه الواقعة بقصد تأديبها مدعيًا قيامها بسرقة مبالغ مالية منه دون علمه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت النيابة العامة التحقيق.