باحث يحول منزله إلى متحف للفنان عادل إمام

احتفل الفنان عادل إمام بعيد ميلاده الـ 83 وعبر مسيرة تزيد على نصف قرن من العطاء الفني، استطاع أن يحفر اسمه في وجدان الملايين باعتباره الفنان الأكثر تأثيرا والأهم في صناعة السينما خلال النصف الأخير من القرن العشرين .. بالإضافة إلى موهبته المميزة فقد امتلك ذكاء استثنائيا في إدارة تلك الموهبة جعله يحافظ على صدارة المشهد الفني منذ بداية سبعينيات القرن العشرين حتى الآن وفى كل وسائل الإبداع: السينما، المسرح والتلفزيون، وهذا لم يتمكن غيره من تحقيقه.


بدأ الفنان عادل إمام احترافه التمثيل فى عام 1962 عندما ظهر لأول مرة في مسرحية “ثورة القرية” من تأليف محمد التابعى وإخراج حسين كمال وبطولة عزت العلالى واستمر عرضها حتى يناير عام  1963 ثم شارك فى مسرحية أنا وهو وهى مع الفنان فؤاد المهندس والتي تعتبر شهادة ميلاد حقيقية لعادل إمام.
 هذا ما أكده الباحث أحمد جمال الذى قام بتحويل منزله إلى متحف يضم مقتنيات نادرة للفنان عادل إمام، مشيرا إلى أن عادل إمام كان مصدر إلهام لإنجاز مشروع توثيقي كبير، حيث تحول الإعجاب بمسيرته الفنية الاستثنائية دافعا للإنجاز.


وقال « جمال» إنه قضى ربع قرن تقريبا بحثا عن كل ما يخص مشوار الزعيم الفني وحولت منزلي إلى متحف يضم كل ما يخص الرحلة الطويلة والغنية لأشهر فنان عربي في النصف الثاني من القرن العشرين. وأضاف قرر تحويل منزله إلى متحف لكل مقتنيات وتفاصيل رحلة عادل إمام الفنية مشيرا إلى إن تاريخ عادل إمام الفنى يعكس كل ما مرت بها مصر والمنطقة العربية فى العقود الأخيرة.


وأضاف: اهتمامي بفن عادل إمام بدأ معه منذ الصغر وكنت دائم الذهاب إلى عروضه المسرحية مع الأسرة خاصة فى مواسمها الصيفية بالإسكندرية، وأيضا مشاهدة أفلام فى دار سينما مودرن فى شبرا، وكانت البداية فى سن مبكرة جدا وخلال مرحلة الصبا عندما قمت بعمل “كشكول ” لوضع الصور ثم اللصق على جدران حجرتي.


وأكد جمال أنه يمتلك 14 ألف صحيفة من مختلف بلدان العالم (مصري وإماراتي وسعودي وقطري وكويتي وسوداني وفلسطيني ولبناني وعراقي وانجليزي وفرنسي  وعبرى) كلها تتضمن مواد صحفية حول عادل إمام. وتم تجميع الصحف من أصحاب الارشيفات ومخازن المؤسسات الصحفية التي أغلقت وكذلك 13 ألف مجلة (فنية واجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية وكاريكاتير ومجلات الأطفال ومجلات النقابات ومجلات أزياء وموضة و دينية وحوادث وصحف ومجلات يسارية مصرية وعربية وأجنبية وأيضا أمتلك 125 “أفيش” سينمائي أصلى مجمل أعماله السينمائية – والافيش بمثابة لوحة فنية لوجود رسام وخطاط وهى نادرة جدا كمجموعة لفنان وبجميع المقاسات.


ويضيف جمال أنه يمتلك ( 10 آلاف) صورة فوتوغرافية أصلية نادرة لم تر النور من قبل وتتنوع من صور (فنية وشخصية وعائلية وصور المهرجانات والسفر والتكريميات والكواليس ومع الملوك والرؤساء والأمراء والوزراء وكبار الفنانين والفنانات والمشاهير والسياسيين وأفراح الأبناء ومشاركاته كسفير للنوايا الحسنة وجميع المناسبات الهامة خلال نصف قرن  . و(خمسة آلاف) صورة فوتوغرافية “لوبى كارت”  وهي كانت تضع فى مدخل السينمات قديما في براويز زجاج عليها طابع دمغة وختم الرقابة لتعطي فكرة عن الفيلم وكل ” بروشورات ” الافلام وهي عبارة عن كتيب صغير باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية وكانت توزع على الجمهور والصحفيين والنقاد حتى مطلع الثمانينيات وكانت بالصور لتعطي نبذة عن الفيلم وفريق العمل.


كما يمتلك جمال كل الأوراق الخاصة وعقودا لأفلام عادل إمام و إيصالات الدفعات والأجور بخط اليد والإمضاء وأوراق الإيرادات وتصاريح الرقابة والمصنفات لعرض الأفلام بالملاحظات وبعض النسخ الأصلية لسيناريوهات الافلام وتضم المحتويات مكتبة كتب تتعدى  ( 4 آلاف) كتاب عن السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة جميعها تناول عادل إمام، وكذلك كتب “التكريمات” و الدوريات العربية و الروايات الأصلية لأعماله الطبعة الأولى ونشرات المهرجانات الفنية ومكتبة ضخمة لشرائط الفيديو المصرية والعربية النسخ الكاملة والنادرة بالإعلانات وبدون قطع و شرائط الكاسيت للمسلسل الإذاعي الشهير “أرجوك لا تفهمني بسرعة” الذى شارك بطولته مع  الفنان عبد الحليم حافظ .


وأكد امتلاكه للدعوات الخاصة بالفنان عادل إمام لحضور العروض الخاصة لأفلامه ونتيجة التقويم السنوي بصورته و “الكوتشينه ” وكروت البوستل ” الهدايا بصورته و المجسمات .


ويشير إلى أن لديه أرشيفا كاملا لكل رحلات عادل إمام للخارج أو فى مصر (رحلة أسيوط عروض ضحايا الزلزال وأعمال الخير والمبادرات وملف الإرهاب) مثلاً وخارج مصر (دعم قضية فلسطين و لبنان و العراق و عروض المسرح في فرنسا على مسرح الأولمبياد و رحلات سويسرا وأمريكا واستراليا .


وحول هذا العمل قال جمال: “أنه  قام بهذا الجهد لأنه يرى أن “عادل إمام” حالة  لا تتكرر كثيرا فى المسيرة الفنية العربية ويستحق أن نوثق كل ما قدمه بتفاصيله من خلال رحلته التي تمثل نموذجا ملهما فى الصعود كما تمثل نموذجا للحفاظ على القمة لم أجد له نظيرًا” .

محمود دوير: جريدة الأهالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *