العالم في عنق الزجاجة، إما صفقة دولية كبرى أو ضربة عالمية كبرى

هل وصل العالم الى عنق الزجاجة كمرحلة تحضيرية ستنقله إما الى صفقة عالمية كبرى، وإما الى حرب عالمية كبرى؟فمن جهتها، أكدت أوكرانيا أنها ستوقف هجماتها عبر الحدود، إذا وافقت روسيا على سلام عادل، وأن سرعة موافقة موسكو على السلام العادل سيعجّل في وقف هجمات القوات الأوكرانية على الأراضي الروسية.

بدوره، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن التوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة قد يدفع إيران إلى الامتناع عن شن هجوم على إسرائيل، ردّاً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران.

ويترافق كلام بايدن مع تصريحات منقولة عن مصادر إيرانية أفادت بأن طهران مستعدّة لتأجيل ردها، إذا تمّ الاتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة.

فهل بات العالم ما بين تسوية عالمية كبرى من جهة، أو مواجهة عالمية كبرى، من جهة أخرى، إذا لم تنجح تلك التسوية؟

أوضح العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر أن “روسيا تعتبر نفسها بمنطق الرابح من خلال احتلالها شبه جزيرة القرم ومناطق في شرق أوكرانيا، وذلك على أساس أنها تستعيدها من الأوكرانيين لأن أكثرية السكان في المناطق الأوكرانية الشرقية من أصول روسية. وأما الهجوم الأوكراني الحالي في روسيا، فهو يحوي ما يحويه من نَفَس أميركي – ألماني، لأنه إذا لم يخترق ويحتلّ الجيش الأوكراني داخل الأراضي الروسية، فإن أي دعوة للمفاوضات لن تكون مُجدِيَة بغياب أي شيء يمكن القيام بمقايضة عليه بين روسيا وأوكرانيا”.

وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “روسيا تحتلّ أجزاء من أوكرانيا، ومن أجل إعادة التوازن لا بدّ لأوكرانيا من أن تحتلّ أجزاء من روسيا، وهو ما سيمكّن من الجلوس الى طاولة مفاوضات بنوع من استعادة التوازن بينهما”.

 

وشدد عبد القادر على أن “لا إمكانية لاشتعال حرب عالمية، لأن الفريق الوحيد القادر على أن يحارب هو الولايات المتحدة الأميركية، فيما لا دولة أخرى غيرها قادرة على ذلك، ولا حتى روسيا أو الصين، خصوصاً إذا كانت الحرب ستمتدّ الى خارج أراضيهما. فنقل المعركة الى خارج أراضي أي دولة يغيّر في الحسابات. وبالتالي، الجيش الوحيد القادر على أن يحارب في العالم على جبهات عدة خارج أراضيه الآن، هو القوات المسلّحة الأميركية، سواء في البحر أو الجو أو على الأرض. ولذلك، لا مجال لاندلاع حرب عالمية ثالثة إذ لا أحد لديه قدرة على أن يحارب أميركا”.

وأضاف:”رغم كل ما تمتلكه إيران من صواريخ ومسيّرات، إلا أنها عاجزة عن تشغيلها على امتداد الشرق الأوسط بنَفَس طويل. وحتى إن هناك شكوكاً حول قدراتها كقوّة اقليمية، إذ تتوفّر طُرُق التصدّي لكل الصواريخ وإسقاطها. ولذلك، ما يمكن لإيران أن تقوم به هو ضربة محدودة”.

 

وختم:”عندما اهتزّ حبل الأمن في الشرق الأوسط، نشر الأميركيون أساطيلهم وأهمّ المقاتلات التي اخترعتها التكنولوجيا مثل الـ “إف – 35” والـ “إف – 22 رابتور” سريعاً في المنطقة، استعداداً لأي احتمال. وهذا يؤكد أيضاً قوة الردع، وهو شيء من القوة اللازمة لدعم النفوذ السياسي والدور الاستراتيجي العالمي الذي تقوم به الولايات المتحدة الأميركية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *