
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم الخميس أنها طلبت من موسكو السماح لها بزيارة المناطق الحدودية الروسية المتضررة، جراء الهجوم عبر الحدود الذي تشنه القوات الأوكرانية.
وقالت المتحدثة باسم مكتب المفوضية ليز ثروسيل في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة الصحافة الفرنسية “يمكنني أن أؤكد أن مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أرسل طلباً للسلطات الروسية من أجل تسهيل وصوله إلى المناطق المتضررة من الأعمال الحربية، ومن بينها بيلغورود وبريانسك وكورسك، في إطار تفويضنا المتعلق بمراقبة وتقييم حقوق الإنسان”.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الخميس إنها أسقطت جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا خلال هجوم الليلة الماضية وعددها 29.
وذكرت القوات الجوية في بيان أن روسيا أطلقت أيضاً ثلاثة صواريخ موجهة من طراز كيه.إتش-59 خلال الهجوم.
في سياق متصل، قال القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك الروسية أليكسي سميرنوف في وقت متأخر من يوم الأربعاء إن السلطات في المنطقة قررت إخلاء مقاطعة جلوشكوف من السكان، وسط استمرار تقدم القوات الأوكرانية في المنطقة الحدودية.
وتقع جلوشكوف على الحدود مع أوكرانيا مباشرة ويبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألفاً. وقال سميرنوف على تيليغرام إن الشرطة وغيرها من الأجهزة الحكومية تنسق عملية الإجلاء.
وكانت أوكرانيا قد قالت أمس الأربعاء إن هجومها عبر الحدود تقدم لمسافة ما بين كيلومتر وكيلومترين داخل منطقة كورسك منذ بداية اليوم وإن قواتها انتهت من إخلاء بلدة سودجا الحدودية الروسية من قوات موسكو.
وقال مسؤولون روس إنه تم إجلاء ما يقرب من 200 ألف شخص منذ بدء الهجوم.
في المقابل، قال مسؤولون أوكرانيون إن قوات روسية هاجمت البنية التحتية لميناء مدينة أوديسا بجنوب البلاد مساء أمس الأربعاء، مما أدى إلى إصابة شخصين في الأقل.
وقال مكتب النائب العام على تطبيق “تيليغرام” إن موظفاً في الميناء وسائق ناقلة حبوب أصيبا في الهجوم.
وأضاف حاكم المنطقة أوليه كيبر أن القوات الروسية استخدمت صاروخاً باليستياً.
وتعرضت البنية التحتية للموانئ في أوكرانيا لهجمات روسية متكررة منذ انسحاب روسيا في الصيف الماضي من اتفاق بوساطة الأمم المتحدة كان يضمن شحناً آمناً للحبوب الأوكرانية. وأنشأت كييف بعدئذ ممراً بحرياً خاصاً بها للشحن.
وأعلنت أوكرانيا أمس الأربعاء أنها تحقق “تقدماً جيداً” في كورسك الروسية الحدودية، وأكدت أنها تعتزم إقامة “منطقة عازلة” فيها لحماية نفسها من القصف، و”ممرات إنسانية” قالت إنها لإيصال المساعدات إلى المدنيين الروس.
في السادس من أغسطس (آب)، شنت القوات الأوكرانية هجوماً كبيراً على منطقة كورسك عند الحدود مع أوكرانيا، وباغتت القوات الروسية وشنت أكبر هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال زيلينسكي على “تيليغرام” إنه “في منطقة كورسك نحقق مزيداً من التقدم. من كيلومتر إلى اثنين في مناطق مختلفة منذ مطلع اليوم. وأكثر من 100 عسكري روسي إضافي أسروا في الفترة نفسها، هذا سيسرع عودة شباننا وشاباتنا للوطن”.
ومساء جدد التأكيد أن العسكريين الأوكرانيين يتقدمون على نحو “جيد”، وقال “سنحقق أهدافنا الاستراتيجية”.
في اليوم الثامن للهجوم أكد الجيش الروسي أمس الأربعاء أنه صد هجمات أوكرانية كانت تهدف إلى تحقيق تقدم أكبر في عمق منطقة كورسك قرب خمس بلدات، بينها ليفشينكا التي تبعد 35 كيلومتراً عن أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قواتها، مدعومة بالطيران والمسيرات والمدفعية، “أحبطت محاولات مجموعات متنقلة معادية بمركبات مدرعة للدخول في عمق الأراضي الروسية” وألحقت بالأوكرانيين خسائر فادحة.
من جهتها استخدمت القوات الأوكرانية مسيرات طويلة المدى لاستهداف أربع مطارات في وسط روسيا وغربها، في كورسك وفورونيج وسافاسليكا وبوريسوغليبسك، وفق ما أفاد به مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو أن أوكرانيا تعتزم إقامة “منطقة عازلة” لحماية السكان عند الحدود من “القصف المعادي اليومي”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم هجوم الكرملين ضد منطقة خاركيف الأوكرانية (شمال شرقي) على أنه تدبير يرمي لإقامة “منطقة عازلة”، لوضع حد للضربات الأوكرانية في المناطق الروسية المحاذية، لكن الهدف لم يتحقق.