
تم الاحتفال امس السبت، 3 أغسطس، بالذكرى الحادية عشرة بعد المئة لميلاد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي يعد البطريرك رقم 117. وُلد البابا شنودة الثالث، الذي كان يُعرف باسم نظير جيد روفائيل، في 3 أغسطس 1923 في قرية سلام بمحافظة أسيوط، وكان لديه شقيقان.
درس نظير جيد روفائيل في جامعة فؤاد الأول، حيث تخصص في قسم التاريخ، وبدأ في دراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث. تخرج بتقدير ممتاز في عام 1947، وفي السنة الأخيرة من دراسته في كلية الآداب، انضم إلى الكلية الإكليركية. كان البابا شنودة الثالث يعشق الكتابة، لاسيما كتابة القصائد الشعرية. وقد عمل كمحرر صحفي، ثم تولى منصب رئيس تحرير في مجلة مدارس الأحد، بينما كان في الوقت نفسه يواصل دراساته العليا في علم الآثار القديمة.
في يوم السبت 18 يوليو 1954، تم رسم نظير جيد راهبًا باسم أنطونيوس السرياني. ومنذ عام 1956 وحتى عام 1962، عاش حياة انفرادية في مغارة تقع على بعد حوالي 7 أميال من مبنى “الدير”، حيث كرس كل وقته للتأمل والصلاة. قضى أنطونيوس السرياني عشر سنوات في الدير دون أن يغادره، وبعد ذلك تم تعيينه أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، حيث كان البابا شنودة الثالث هو أول أسقف للتعليم المسيحي.
بعد وفاة البابا كيرلس السادس في عام 1971، تقدم 11 شخصًا لشغل منصب البابا، وتم اختيار 5 أساقفة منهم البابا شنودة. وفي 29 أكتوبر من نفس العام، أُجريت الانتخابات البابوية لثلاثة مرشحين، وفي قداس القرعة الهيكلية، تم اختيار شنودة الثالث ليكون البطريرك رقم 117 في تاريخ البطاركة.
في صباح يوم 14 نوفمبر، تم إجراء مراسم تنصيب البطريرك الجديد، حيث تم رسامة البابا شنودة بطريركًا ورئيسًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. منذ عام 1971، استمر البابا شنودة في قيادة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لتبدأ رحلة استمرت 43 عامًا من العطاء والتعليم والإعمار حتى وفاته في 17 مارس 2012.
تنيح البابا شنودة الثالث يوم السبت 17 مارس 2012، بعد معاناة طويلة مع عدة أمراض، أبرزها سرطان الرئتين، عن عمر يناهز 89 عامًا. وقد أقيمت صلاة الجنازة يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، بحضور العديد من ممثلي الكنائس العالمية ورجال السياسة، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المصريين.